Wednesday, May 15, 2024

الدعوة للعودة

في المشاركة السابقة، نظرنا إلى مقطع كتابي من سفر إرميا كمثال للحقائق الأقل شهرة في الكتاب المقدس. رأينا مثالاً حياً عن شعب اسرائيل وكيف ارتكبوا شرّيْن: ابتعدوا عن الله وحاولوا استبداله بأمور من صنع أيديهم. لكن القصة لم تنتهي هناك… دعونا ننظر إلى المقطع الكتابي التالي لنرى ما حدث بعد أن واجه الله الناس بشأن خطيئتهم. 


في سفر إرميا من الإصحاح الثاني إلى العدد الخامس من الإصحاح الثالث، يستمر الله بتفصيل كيف أخطأ شعبهُ ويشرح العقاب الذي يستحقونه، ولكن في إرميا 12:3، يكشف الله أنه ليس فقط إله القداسة والعدل… 


  " ارْجِعِي أَيَّتُهَا الْعَاصِيَةُ إِسْرَائِيلُ، يَقُولُ الرَّبُّ. لاَ أُوقِعُ غَضَبِي بِكُمْ لأَنِّي رَؤُوفٌ، يَقُولُ الرَّبُّ. لاَ أَحْقِدُ إِلَى الأَبَدِ."


وفي الآية 14: 


    "اِرجِعوا أيُّها البَنونَ العُصاةُ، يقولُ الرَّبُّ، لأنّي سُدتُ علَيكُمْ"


في الآية 12، نرى أن الله رحيم، وعلى الرغم من أن شعبه قد أضلوا، إلا أنه لم يتركهم بدون أمل، ولم يحكم عليهم أن يعانوا من غضبه للأبد. فقد دعا الله شعبه بمحبة للعودة إليه، كما أنه عرض أن يقدم لهم شيئاً… وهو الشفاء.


نرى هذا في الآية 22 عندما ينادي الله شعبه للعودة للمرة الثالثة: 


"اِرجِعوا أيُّها البَنونَ العُصاةُ فأشفيَ عِصيانَكُمْ" 


لقد وعدهم إذا عادوا إليه، بأنه سيأخذ الخيانة الّتي ارتكبوها ويشفيها، ويسترجع حياتهم من الدمار الذي نتج عنها، سوف ينقلهم من كونهم عاصيين إلى أبناء مخلصين له.


لاحظوا أن الدعوة "للعودة" تدل على أنهم كانوا متواجدين في المكان الذي تركوه. بكلمات اخرى، الله لا ينادي شعبه ليكونوا جزءاً من عائلته، هم جزءٌ منها بالفعل، ولكنه يناديهم ليعودوا للحظيرة. فنجد في العهد الجديد سيناريو مماثل من خلال الكنيسة، أولئك الذين أصبحوا جزءاً من عائلة الله عن طريق إيمانهم بيسوع المسيح لخلاصهم.


هناك تشجيع مهم لنا نحن الذين في المسيح. لماذا؟ لأن هذه الآيات ترينا أنه من الممكن للمؤمن أن يضل. قد لا يبدو لك هذا الأمر مشجعاً، وبالفعل الضلال ليس إيجابياً. لكن، بالنسبة لنا كأتباع للمسيح الذين يسعون للكمال والعمل بالقوانين بحذافيرها، الصراع المستمر مع الخطيئة في الحياة المسيحية لا يكون محبط فقط، بل هو هزيمة مدوية أيضاً.


كلما فشلنا في إماتة الخطيئة الّتي نصارع معها، كلما بدأنا في التشكيك بأننا مخلصون. نحن نعلم بداخلنا أننا مخلصين بنعمة الله، ولكن نعلم ايضاً أننا مدعوون للقداسة والتغيير الذي يجعلنا نشبه المسيح أكثر فأكثر، لذا عندما نفكر أو نقوم بأشياء ليست مثل المسيح بشكل واضح، نفشل في رؤية عمل الروح القدس في حياتنا، ونبدأ بالتساؤل إذا كان يعيش فينا على الإطلاق. 


أنا أؤمن بشدة أن هذا هو السبب الذي جعل الله يصف بدقة ما حدث مع أتباعه الذين ضلوا. مثل نوح، إبراهيم، موسى، داوود، بطرس، وكما رأينا في الآيات السابقة في سفر إرميا. الله يعلم أننا نحتاج ما يطمئننا عندما نقع بالخطيئة كمؤمنين. فهذا لا يعني عدم الإيمان ولا انعدام الأمل في الحصول على الغفران والنعمة.


(بالطبع، نريد تجنب الضمان الزائف والتصديق بأننا مخلصون عندما لا نكون كذلك. فهناك علامات تساعدنا على تحديد ما إذا كنا بالحقيقة قد نلنا الخلاص. لكن أتحدث هنا عن الظاهرة الّتي تحدث عندما تبدأ الشكوك حول الخلاص لدى المؤمنين المخلصين بسبب عدم قدرتهم على تجاوز الوقوع في تجارب الحياة).


لذا، هذه الآيات تذكرنا بأن الله الرحيم الّذي خلّصنا لا تتغير طبيعته. خلاصنا لا يعتمد إطلاقاً على أي استحقاق أو إنجاز من جهتنا، ولكن على سِجِل يسوع الخالي من العيوب الذي يعطيه لنا كهبة لاستبدال سِجِل أخطائنا. خلاصنا لا يعتمد على من نحن، أو ما فعلنا، أو نفعل، أو سنفعل، بل يعتمد على من هو الله وماذا فعل، وما يفعل، وما سيفعل.


نحن بحاجة ملحة إلى هذا التذكير كما نرى في سفر إرميا، بالأخص في ثقافة الكنيسة اليوم، الّتي تتجنب بأن يكون الناس صادقين بشأن صراعاتهم وشكوكهم. بصراحة، كبريائنا غالباً ما يمنعنا من التعبير عن مخاوفنا أيضاً (لا سمح الله أن نشوه "صورتنا المسيحية" بالاعتراف بضعف الإيمان أو التشكيك بخلاصنا) ولكن أصلي بأن تصبح الكنيسة جماعة حقيقية، تعكس العائلة، حيث يمكن للناس أن يكونوا منفتحين وصريحين في لحظات إيمانهم المتزعزع ويجدون التشجيع والإرشاد من الإخوة والأخوات والإرشاد المبني على الكتاب المقدس. 


إذا وجدت نفسك مرهقاً تحت الهجمات المتواصلة من عدوك، الذي يسعد بزرع بذور الشك في قلبك وفكرك، أصلي أن يكون لك أخ أو أخت في المسيح تتكئ عليه أو عليها وتجد التشجيع. كما وأصلي أن يكون هذا الشخص يقودك بالاتكال على قوة الرب يسوع وعلى حقيقة كلمته. أصلي أن تتمسك بآيات الّتي تعلن حقيقة لطف ورحمة ومحبة الله مثل الآيات من سفر إرميا. وإذا كنت تائهاً وضالاً، فأصلي أن تستجيب لدعوة الله الحقيقية للعودة، وتثق أنك لهُ وهو لن يتركك أبداً.


كتب من قبل أوليفيا باشا. ترجم من قبل ميار مسلّم.


This post was first published in 2018. To see the original English version, click here.

هذا المنشور تم نشره أولا في 2018. لرؤية النسخة الإنجليزية الأصلية إضغط هنا.



Wednesday, April 24, 2024

بعيدا عن الطريق المعتاد

بالنسبة لأولئك منا الذين قرأوا الكتاب المقدس لعدد من السنوات، يمكن أن يصبح من السهل التنقل عبر النصوص بأعين ثاقبة والبقاء على الطريق المعتاد، ونشق طريقنا عبر اصحاح تلو الآخر ممن قرأناه عشرات المرات من قبل. في بعض الأحيان سنقرأ ونلاحظ بعض الأمور التي لم نلاحظها من قبل. ففي أغلب الأحيان هنالك بعض الأجزاء من الكتاب المقدس (ليست فقرة كاملة بل أيات او حتى عبارات) التي تبرز أمامي مما يدعوني للتوقف والنظر إليها من خلال عدسة مكبرة (بالمعنى المجازي).


اود اليوم ان أتناول احدى هذه المقاطع وافحصها بالتدقيق على أمل انه في المرة التي تراودك فيها لحظة "هاه، لم ألاحظ ذلك من قبل" لن تمر عليها مرور الكرام لكن ستبحر في الطريق الذي تفتحه لك. اذن الى أين نحن متجهون؟ الى إرميا 2: 13 ,لنلقي نظرة: 


"لأَنَّ شَعْبِي عَمِلَ شَرَّيْنِ: تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ، لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ أَبْآرًا، أَبْآرًا مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً."  إر 2: 13


الانتباه إلى القوائم عند قراءة الكتاب المقدس , ممارسة أساسية جدا. فعندما تكون الأشياء مرتبة بوضوح في مجموعات او مرقمة بطريقة معينة ,فإن ذلك يساعدنا بسهولة للملاحظة والتعمق أكثر فيها.

في بداية هذه الآية , يوضح الله عملين اثنين ارتكب فيها شعبه , بني إسرائيل , الشر. هذه هي العلامة التي لفتت انتباهي في هذه الآية , دعونا نخرج عن الطريق المعتاد ونرى إلى أين سيأخذنا هذا المسار.


بعد أن صادفنا هذه البداية , يجب علينا أن نسأل بعد ذلك ما هما الشران وننظر إلى النص للحصول على الإجابة. ملاحظة جانبية, من أفضل النصائح التي تلقيتها لدراسة الكتاب المقدس هي طرح الأسئلة دائما والحصول على الإجابة من النص. يجب أن ندع الكتاب المقدس يتحدث عن نفسه قبل أن ننتقل إلى تفاسير او أدلة أخرى. مع أن فعل ذلك ليس خاطئ , إلا أنها ليست كلمة الله الحية فالكتاب المقدس هو كلمة الله الحية. حسناً, سنعود للمسار .....


لقد طرحنا سؤال: " ما هما الشران اللذان ارتكبهما شعب الله؟ " عندما نقرأ نجد أن الإجابة تأتي مباشرة. الشر الأول انهم تركوا الله. حسناً , من الواضح أن هذا أمر سيء, إذا كنتم شعب الله المختار. الشر الثاني " نقروا لأنفسهم أبار مشققة"؟ ما الذي يفترض أن يعني هذا؟ ولماذا يعتبر هذا شر؟ 


مجددا , سوف نعود للنص. في منتصف الآية عندما يذكر الله الشر الأول يعطي عبارة وصفية عن نفسه – "ينبوع المياه الحية ". لذلك نلاحظ ان الله الذي تركه شعب إسرائيل هو الذي يوفر ليس فقط شيئاً ضرورياً للحفاظ على الحياة (الماء) بل شيئاً يمنح الحياة بالفعل (المياه الحية).


هذا هو الوقت المناسب للبحث في أماكن أخرى في الكتاب المقدس التي تم فيها ذكر المياه الحية (يسوع مع المرأة السامرية عند البئر في يوحنا 4). عند القيام بذلك فإننا نستخدم أداة تسمى التوافق والتي تعرض كل الأماكن التي ذكرت فيها هذه الكلمة في الكتاب المقدس مع إعطاء المرجع. لكن الأن دعونا نلتزم بما ورد في هذه الآية.  


بمجرد ان نلاحظ ان الله استخدم الماء كتشبيه او استعارة , يمكننا أن نفهم بشكل أفضل ما يعنيه بالشر الثاني في الواقع. لقد ابتعد بنو إسرائيل عن ينبوع المياه الحية وبنوا بئراً عوضاً عنه. أي انهم لم يرفضوا الله فقط لكنهم ذهبوا خطوة ابعد ,اذ وأنهم حاولوا استبداله بأشياء من صنع أيديهم. من الواضح أن نفوسهم كانت بحاجة للمياه الحية , لكنهم ابتعدوا عن الله الوحيد القادر ان يوفر لهم هذا ويملأ الفراغ بتسديد كل احتياجاتهم. 


وهذا مثال على " زيادة الطين بلة " وكأنك تقول إلى الله:" أنا لا أعترف بأي شيء فعلته من أجلي , لا أريد أي شيء قدمته لي ولا أريد أن احذو حذوك , وفوق كل ذلك اعتقد أن هناك شيء أخر أفضل منك ". هذا ليس بالكلام الصحيح الذي يمكن قوله للكائن الأسمى الذي خلقك.


ولكن هناك المزيد مما يمكن استخلاصه هنا. ماذا يمكننا ان نسأل بعد؟ ماذا عن الفرق بين الينبوع والبئر؟ فالينبوع هو شيء يخرج الماء لكن البئر فهو شيء يحفظ الماء فقط , لا بد من إعادة تعبئته فهو لا يزود نفسه بنفسه.


لذا , علاوة على رفضهم لله , الذي اختارهم من بين كل الناس على الأرض وأتاح لهم هذه المياه الحية للحياة الأبدية , فإنهم يحاولون أن يحصلوا على الامتلاء الروحي من شيء أخر هم صنعوه بأنفسهم وهو ليس كافي , هو بالكاد يوفر شيئاً. لكن الأمر يزداد سوءاً , إذا واصلنا القراءة نرى أن هذه الآبار آبار مشققة لا تستطيع حفظ الماء! ففي الأساس، البديل(الآبار) التي صنعوها بالكاد تعمل عملها المصنوعة لأجله , ناهيك عن القيام بما يفعله الله.


والأن بعد ان تعمقنا في هذه الآية, وطرحنا بعض الأسئلة لاكتشاف المعنى وفهم عمق ما تحمله هذه الآية وما تقوله , يمكننا اخذ الخطوة لتطبيقها على أنفسنا. من السهل أن نقرأ عن تمرد بني إسرائيل ونفكر في مدى حماقتهم. بعد كل ما فعله الله من أجلهم , كيف يمكن ان ينقلبوا عليه؟


ومع ذلك ,ألسنا جميعاً معرضين لنفس التمرد؟ قد لا نعبد الأصنام التي صنعناها بأيدينا في الأماكن المرتفعة حول المدينة كما كانوا يفعلون , ولكننا جميعاً رفضنا الله وقلنا أننا نريد خطتنا بدلاً من خطته لنا ,سواء بشكل لاشعوري أو بصراحة. نقول إننا لا نريده , ولكننا نعود ونكتشف أننا بحاجة إليه من خلال السعي إلى تحقيق رضى الأخرين او الأشياء الأخرى. وفي فعلتنا هذه , فإننا لا نرتكب شر واحد فحسب بل شريين.


عندما نقرأ نصوص مثل هذا النص , عندها , يمكننا استخدامها كحافز لنختبر قلوبنا ونلاحظ ميولنا الى التيهان ونطلب المساعدة من الله , ونتعجب من نعمة الله اللامحدودة , ونمجده على قدرته التي من خلالها يهبنا الحياة الأبدية عن طريق يسوع المسيح. وذلك من خلال آية واحدة فقط. 


أتمنى أن يكون هذا المثال قد اعطاكم التحدي والتشجيع الذي تحتاجونه للإبحار في كلمة الله. فعندما نتنحى عن الطريق المعتاد لما نألفه ونعرفه ونخوض طريق الاكتشاف , نبدأ باستكشاف كنز الحق والبركات الروحية الموجودة في صفحات الكتاب المقدس.


كتب من قبل أوليفيا باشا. ترجم من قبل ميار مسلّم.


هذا المنشور تم نشره أولا في 2018. لرؤية النسخة الإنجليزية الأصلية إضغط هنا.

.This post was first published in 2018. To see the original English version, click here



Monday, April 1, 2024

The One Who Helps

There are many verses in the Bible that talk about the help that we receive from God. He gives us strength (Ps. 28:7, Is. 12:2, etc.), safety (Ps. 4:8, Ps. 55:18, etc.), and comfort (2 Cor. 1:3-4). He provides us with armor for spiritual warfare (Eph. 6:10-18) and a way out of temptation (1 Cor. 10:13). He gives us His righteousness (Is. 61:10, etc.), good gifts (Matt. 7:11), and spiritual blessings (Eph. 1:3). While all these things are true and amazing, each of these passages and many more focus on the nature of the help we are given, but there is another passage that takes a noticeably different focus.

We find it in Isaiah 41. In verse 10, God tells His people:

“fear not, for I am with you;

be not dismayed, for I am your God;

I will strengthen you, I will help you,

I will uphold you with my righteous right hand” (ESV).

 

Here we begin to get a hint at where the emphasis lies. Strength, help, and upholding are the gifts received, but the repetition of the subject, “I,” should catch our attention. “I am…I am…I will…I will…I will.”

 

In verses 13 and 14, the point becomes more clear:


“For I, the Lord your God,
    hold your right hand;
it is I who say to you, ‘Fear not,
    I am the one who helps you.’

Fear not, you worm Jacob,
    you men of Israel!
I am the one who helps you, declares the Lord;
    your Redeemer is the Holy One of Israel.”

 

Again, the support and help are mentioned, but this time the focus is on who it is that is giving the help rather than on the help itself. The all-caps “LORD,” indicating the name Yahweh, followed by the phrase “your God,” shows that God is referring to Himself as the covenantal God who enters into relationship with us and can therefore be claimed as “ours.” Once identifying Himself, He continues with, “it is I…I am the one…I am the one…your Redeemer is [Me].” Why is this significant? Because it reminds us of where our focus should be and fills us with a deeper understanding of the value of the gifts we receive.

 

So often we find comfort in thoughts of the help we receive from God. And certainly, there is comfort to be found there. If we’re anxious, we can find peace. If we’re afraid, we can find confidence. If we’re exhausted, we can find rest. But how often do we turn our thoughts to the Source of the help we seek? How often do we really contemplate that it is the Prince of Peace who calms us? It is the Rock of Ages who assures us. It is the Good Shepherd who restores us. It is the Creator who inspires us. It is the Lamb of God who saves us. It is the Friend of Sinners who intercedes for us. It is the Mighty God who arms us. It is the Wonderful Counselor who guides us.

 

How often do we take all that we know about the character and personality of God and apply it to our understanding of who helps us, recognizing that He is the One who will “graciously give us all things” (Rom. 8:32, ESV). How often do we remind ourselves, with the Psalmist, “From where does my help come? My help comes from the LORD, who made heaven and earth” (Psalm 121:1b-2, ESV).

 

Just as we would value directions given from a local more than we would from a fellow tourist or have more confidence in chair built by a carpenter rather than by a chef, in the same way, when we recognize the nature of our Helper, we can be assured that His help is of the utmost quality. The peace that comes from God is a deep, enduring peace that only He can give. The assurance that comes from Him is complete because He’s the One that made our salvation possible in the first place. The rest that He gives is the most satisfying because He is the One who designed our bodies, spirits, and souls. The ideas He gives are the most inspiring because He is the ultimate Creative. The salvation He gives is eternal because He was the only one able to live a completely holy life and pay the penalty that we owed for our unholy ones. The intercession He gives is perfect because He is both all-knowing and Love itself. The armor He gives us is the strongest there is because He is all-powerful. The guidance He gives is the truest there is because He is all-wise.

 

So the next time you’re in need of help—of any kind—be reminded as you pray of whom you are praying to. Remember that it is the LORD your God who holds your hand, that He is the One who helps you. Remember that He is the One who gives you everything you need and more. Remember all the things He has revealed to us about who He is, and revel in the wonder of it, for, after all, the greatest gift He gives us is Himself.

PC: Rose Creger Tankard. Used with permission.

Wednesday, March 27, 2024

كونوا بطيئين كدبس السكر…في الغضب

في اللغة الإنجليزية، ربما سمعتم بالتعبير "بطيئون كدبس السكر". عادةً، هذا التعبير يستخدم لتوضيح الإحباط بأن شيء ما أو شخص ما لا يتحرك بالسرعة التي نريدها.

في الثقافة الأمريكية سريعة الخطى، بطء التحرك ليس من الصفات الأكثر إثارة للإعجاب. حتى في الحياة المسيحية، يوجد أشياء كثيرة نعملها بسرعة –أن نسمع، أن نحب، أن نكون لطفاء، أن نصلي–  لكن هناك بعض الحالات حيث البطئ يكون مفضلاً، والحالة التي أريد التركيز عليها اليوم هي الغضب.

الثقافة الحديثة/المعاصرة مهووسة بأن "نكون حقيقيين مع أنفسنا"، والذي عادةً يتضمن التعبير عن مشاعر "أصيلة"، حيث أننا عادةً نتقبل الغضب كشيء جيد، استجابة صحية ببساطة لأنه أكثر استجابة طبيعية لنا. لكن علينا الحذر من النظر للسياق الثقافي الحالي على أنه معيار الصحة فوق وضد معيار الكتاب المقدس. 

ألقي نظرة على أمثال 11:19

"تَعَقُّلُ الإِنْسَانِ يُبْطِئُ غَضَبَهُ، وَفَخْرُهُ الصَّفْحُ عَنْ مَعْصِيَةٍ."

هل لاحظت ذلك؟ هذه الآية تحكي لنا أنه كوننا بطيئي الغضب دليل على التعقل وفي الحقيقة جدير بالمدح بألا نرد بغضب. لكن انتظروا–هناك المزيد. . . 

"بَطِيءُ الْغَضَبِ كَثِيرُ الْفَهْمِ، وَقَصِيرُ الرُّوحِ مُعَلِّي الْحَمَقِ." أمثال 29:14

"اَلرَّجُلُ الْغَضُوبُ يُهَيِّجُ الْخُصُومَةَ، وَبَطِيءُ الْغَضَبِ يُسَكِّنُ الْخِصَامَ." أمثال 18:15

"اَلْبَطِيءُ الْغَضَبِ خَيْرٌ مِنَ الْجَبَّارِ، وَمَالِكُ رُوحِهِ خَيْرٌ مِمَّنْ يَأْخُذُ مَدِينَةً." امثال 32:16

نعم، لكن تلك الآيات هي فقط وصفية تقدم ملاحظات عن ماهية الأمور، ربما تفكر، هذه الآيات لا تقول لك بأنه يجب أن تكون بطيء الغضب. صحيح، لكن يعقوب يقول هذا. 

"إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي الاسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي الْغَضَبِ،" (يعقوب 19:1)

كذلك، الله يقول لنا مرات عديدة من خلال بولس لنطرح الغضب (افسس 31:4، كولوسي 8:3، تيموثاوس الأولى 8:2، الخ.). حسناً، لكن إذا اذاني شخص ما، لدي الحق بأن أغضب. ما الأمر الكبير إن غضبت عندما يؤذيني شخص؟ أنا سعيدة لأنك سألت.

هناك العديد من الأسباب وراء ضرورة الحذر من هذه العادة السيئة (هذا بالإضافة للحقيقة التي تقول أن الله يطلب منا أن نطرح الغضب منا). في البداية، الغضب هو فخ. من الممكن أن يكون شعوره جميل للحظة، ومن الممكن أن نشعر بأن لنا مبرر بأن نغضب، إلا أن له قبضة متصلبة تمسك النفس، وقد يولد شيء وخيم: المراراة. هذان الاثنان يتعايشون على بعضهما البعض وعلينا نحن أيضا، يفسدان تصرفاتنا، يلوثان أرواحنا، يجمدان نمونا ويدمران قدرتنا على أن نكون شهادة للآخرين عن المسيح. لا يجب أن نتعامل مع الغضب بخفية.

الآية اللاحقة في يعقوب تعطي سبب آخر لماذا علينا أن نكون بطيئي الغضب : لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللهِ." (يعقوب 20:1). لماذا نهتم بأن نصنع بر الله؟ لأنه كمسيحيين، نحن مدعوون لإظهار بر الله بدرجات أعلى وأعلى بينما هو يصوغنا ويشكلنا ويحولنا إلى صورة شبه المسيح (أي الله). وخمن ماذا–الله بطيء الغضب.

الآية التي تأتي إلى البال والتي تشير إلى هذه الصفة في الله هي خروج 17:34، حيث كان الله يظهر ويصف نفسه لموسى: "فَاجْتَازَ الرَّبُّ قُدَّامَهُ، وَنَادَى الرَّبُّ: «الرَّبُّ إِلهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ."

ومع ذلك، بعد مزيد من التحقيق، هناك الكثير من المراجع التي تتحدث عن أن الله بطيء الغضب. سوف أكتب الشواهد هنا وبإمكانك قرائتها بتعمق على حدى: عدد 18:14، نحميا 17:9، مزمور 15:86، مزمور 8:103، مزمور 8:145، يوئيل 13:2، يونان 2:4، وناحوم 3:1.

فإذن، من الواضح جدا أنه لشيء جيد أن نكون بطيئي الغضب. لكن كيف يبدو ذلك؟ حسنا، بالتأكيد ليس لدي كل الإجابات، لكن، من تجربة سابقة، باستطاعتي القول بأنه ليس شيء جميل  .  .  .

منذ عدة سنوات، قادني الله في فترة من الألم العاطفي حيث كان الغضب والمرارة يطرقان على باب عقلي وقلبي. في بعض الأيام، استسلمت، لكن في أيام اخرى، بنعمة الله، كانت أكبر رغبة لروحي هي أن أقاوم. كنت أتذكر باستمرار كلمات قسيس كنيستي السابق د. ادريان روجرز بأن أعاصير ومعاناة الحياة سوف تقودك إلى الأفضل أو تجعلك ذو مرارة، وكنت مصرة ألا أصبح شابة مريرة. لكن بكل صراحة، الأمر كان صعبا. 

لم يحدث من قبل أبداً أن أختبر معاناة داخلية شديدة أو إدراك قوي وشبه محسوس لوجود الجسد والروح كلاهما. كانا يحاربان ضد بعضهما البعض، والمعركة كانت شرسة. ومقابل العديد من رفاقي خلال تلك الفترة، لقد كان لدي كل الحق بأن أغضب. جرحي كان حقيقياً جداً وسببه غير عادل. 

لكن الله بصبره الوافر صب نعمته في حياتي حيث أخذ الإزميل إلى قلبي، مظهراً لي هول حزني اتجاهه وعدم امتلاكي أي حق بأن أحمل ضغينة تجاه الآخرين، مهما كانت الجراح التي تسببوا بها عميقة ومؤلمة.

طبيعتي الجسدية لم تكن معجبة بتلك الفكرة، تريد أن تتشبث بحس من الاستحقاق،  تتكور بكرة، وتلحس جروحي، لكن الروح كانت تقوم بعملها، محققة وعد الله أن يرشدني في الحق، يساعدني في ضعفي، ويكمل عمل تشكيله لي لأصبح شخص صالح نافع للوقوف في حضرته.

لقد دعاني الرب قبلها بسنوات، عندما أصبحت ابنته، "لأخلع من جهة التصرف السابق الانسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور (مثل هؤلاء الذين يقولون بأن الغضب سوف يجعلك تشعر بالتحسن، أن تبرير قضيتي سوف يأخذ الألم، وأن حمل الضغائن وبناء جدران داخل قلبي سوف يجعلني آمنة ويقويني)، ولأتجدد بروح ذهني، لابسة انسان جديد مخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق" (من افسس 22:4-24). والآن كان الرب يجلب هذه الدعوة لتثبت في حياتي–دعوة كانت تتضمن أن أكون بطيئة الغضب. 

لأفصح لك: هل كنت أشعر بالغضب بفترات خلال ذلك الموسم؟ نعم. هل كان لدي الحق بأن أكون غاضبة، حسب مبادئ العالم؟ نعم. هل كان غضبي المتمحور حول نفسي مرضياً للرب؟ لا. لكن، مجداً لاسمه، أعطاني القوة لأتوب وأقاوم القوى التي سعت لأن تقسي قلبي. كان الوضع فوضوي ومرهق، روحيا وجسدياً. باختصار؛ كان الأمر بعيدا عن كل ما هو لطيف، لكن كان جميلاً.

لماذا أشارك بكل هذا؟ لأنني مقتنعة بأن الغضب والمرارة هم من أعظم أسلحة العدو، وأنا مقتنعة أيضاً بأن الذي فينا هو أعظم من عدونا ومصائده ( 1يوحنا 4:4). نفس الروح الساكنة في هي الموجودة في كل ابن وابنة لله، وإن استطاع الله أن يساعدني بالانتصار على المعاناة في كل السنوات السابقة، هو يستطيع مساعدة جميع ابناءه. 

انا مثال حي أن الرب قوي وأمين، لأني أعلم بكل ثقة بأن نعمته هي الطريقة الوحيدة التي مكنتني من المقاومة والفوز. مشاركة هذه القطعة من قصتي هي ليست بأي طريقة، "أنظروا الي"، بل " أنظروا اليه!" نعمته كافية، يا محبوب ويا محبوبة!

هل يعني كل هذا أننا ممنوعون من الإقرار بغضبنا؟ كلا على الإطلاق! هل هذا يعني أنه يجب أن نشعر بالذنب كلما  كان رد فعلنا الغضب؟ ليس بالضرورة. لكن يعني أن الغضب هو شيء لا يجب علينا اعتناقه بشكل أعمى تحت مسمى "علينا أن نكون حقيقيين مع أنفسنا". هذا يعني أنه علينا أن نفحص قلوبنا، نعري أرواحنا أمام إلهنا مخلصنا، ونسمح له بأن يشير لنا إن كان غضبنا غير صالح، مثلا عندما يكون خادم للنفس، مبرر للنفس، ومتمحور حول النفس (و كلا، الغضب على الأخطاء المرتكبة بحق الأشخاص الذين نحبهم ليس دائماً غير أناني). 

علينا أن نقاتل ضد قيود الغضب بكل مقدار لدينا من الضعف مع قوة إلهنا الوافرة. لأنه هذا هو القتال الذي تم شراءنا لأجله. سيكون الأمر مؤلماً بلا شك. سوف يتضمن التنازل عن حقوق مدركة. سيتطلب منك التخلي. لكن، يا صديقي، الجائزة التي ستحصل عليها تستحق أكثر بكثير من أي شيء متمسك به. الفرح والسلام اللذان تجدهما في يسوع لا يمكن وصف روعتها. الحرية التي ستجدها عندما تسلم كل هذه الهموم والقيود لمخلصنا القائم من الموت ليس لها مثيل. 

لا تسقط في فخ الغضب. لا تخف من الإقرار بضعفك للوحيد الذي يعرف أعماق هذا الضعف. لا تتردد بأن تصارع بقوة الروح ضد قوى الشر التي تسعى لنزع سلاحك منك. ثق بالرب وبقوته. اركع بخضوع وصلاة، وقف للقتال. كن بطيئ الغضب وسريع بالتوجه إليه. ثق بي، الأمر يستحق ذلك. إلهنا يستحق ذلك.

كتب من قبل أوليفيا باشا. ترجم من قبل ليلى عطالله. تعديل حنا باشا.


This post was first published in 2017. To see the original English version, click here.

.هذا المنشور تم نشره أولا في 2017. لرؤية النسخة الإنجليزية الأصلية إضغط هنا


Wednesday, February 21, 2024

رجاء ثقيل

منذ أن اسميت شخصيتي "رجاء" في الرواية التي كتبتها مع قريبتي منذ سنوات عديدة, هذه الكلمة لها مكان خاص في قلبي. في ذلك الوقت لم يكن يعني لي الأسم أي شيء أكثر من مجرد الإعجاب به. و من وقتها, في أي مناسبة كان يتم إهدائي أشياء عديدة عليها كلمة "رجاء" سواء مرسومة, مطبوعة, أو ظاهرة عليها بطريقة ما, و النتيجة كانت أن أفكاري كانت تتوجه بشكل مستمر إلى تلك الكلمة و كل ما تعنيه.


ربما أنا فقط, لكن عندما أفكر بالرجاء, عادةً ما أفكر بشيء خفيف, مثل بالون يرتفع عن الأرض أو طائر يحلق إلى السماء. تعريفات المصطلح تتضمن كلمات مثل "الترقب", "التوقع", و "الثقة", التي ترتبط بأنواع الصور المبهجة [1].


لكن مؤخراً, كنت أعيد التفكير بفهمي للرجاء. هل هو فعلاً سمة حماسية ومبهجة؟ بينما هو بالتأكيد رافع للمعنويات, هل هو فقط بهذه البساطة؟ بطريقة ما, لا اعتقد ذلك. 


الجملة التي استمر بالرجوع إليها هي هذه, مأخوذة من عبرانيين ١٩:٦


 وهذا الرّجاءُ لِنُفوسِنا مِرساةٌ أمينَةٌ متينَةٌ


هل لاحظت ذلك؟ الرجاء ليس موصوف بأنه قارب نجاة بل كمرساة. مرساة صلبة, حادة, و ثقيلة. يا للروعة. من المثير للاهتمام أن كلمة "رجاء" ليست موجودة باللغة اليونانية الأصلية في هذه الآية, لكن المفهوم موجود بالتأكيد, مذكور صراحة  في الآية السابقة[2]. وهنا السياق المباشر:


"فَلِذلِكَ إِذْ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُظْهِرَ أَكْثَرَ كَثِيرًا لِوَرَثَةِ الْمَوْعِدِ عَدَمَ تَغَيُّرِ قَضَائِهِ، تَوَسَّطَ بِقَسَمٍ، حَتَّى بِأَمْرَيْنِ عَدِيمَيِ التَّغَيُّرِ، لاَ يُمْكِنُ أَنَّ اللهَ يَكْذِبُ فِيهِمَا، تَكُونُ لَنَا تَعْزِيَةٌ قَوِيَّةٌ، نَحْنُ الَّذِينَ الْتَجَأْنَا لِنُمْسِكَ بِالرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، الَّذِي هُوَ لَنَا كَمِرْسَاةٍ لِلنَّفْسِ مُؤْتَمَنَةٍ وَثَابِتَةٍ، تَدْخُلُ إِلَى مَا دَاخِلَ الْحِجَابِ، حَيْثُ دَخَلَ يَسُوعُ كَسَابِق لأَجْلِنَا، صَائِرًا عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ، رَئِيسَ كَهَنَةٍ إِلَى الأَبَدِ." (عبرانيين 6 من عدد 17 إلى 20).


“الرجاء" هنا استخدم كاسم و من الممكن أن يقرأ "الثقة" الموضوعة أمامنا, أو "التوقع" الموضوع أمامنا[3]. و حتى الأن هذا التوقع يشبه بشيء يغرق بعمق بدلاً من شيء يرتفع للأعلى.  


هنالك وصف للرجاء يشبه الثقل السابق ذكره، يمكننا أن نجده في مزمور62 من العدد 5-7 :

"إِنَّمَا للهِ انْتَظِرِي يَا نَفْسِي، لأَنَّ مِنْ قِبَلِهِ رَجَائِي. إِنَّمَا هُوَ صَخْرَتِي وَخَلاَصِي، مَلْجَإِي فَلاَ أَتَزَعْزَعُ. عَلَى اللهِ خَلاَصِي وَمَجْدِي، صَخْرَةُ قُوَّتِي مُحْتَمَايَ فِي اللهِ. "


التشبيه هنا من الكلمات "صخرة", "ملجأ", و"حماية" هو الثبات و الأمن. و الذي لا نراه في هذا النص هو كلمات بمعنى "يرفعني". بدلاً من ذلك, يوجد لدينا صورة الاحتماء في ملجأ في غاية القوة, دليلا على الحاجة الملحة لمثل هذه الحماية.


الكلمة العبرية الأصلية في النص هنا التي ترجمت إلى "رجاء" تعني حرفياً "حبل" أو مجازياً "توقع"[4]. لذا مجدداُ, لدينا الفكرة بكوننا مرتبطين بشيء. مثلاً المرساة مرتبطة بالسفينة و تحميها من الانجراف, فاذن رجاؤنا هو الحبل الذي يربطنا مع صخرتنا- - الله بنفسه.


هذه الرؤية القوية مشجعة جداً تحديداُ بسبب الأوقات التي فيها نحتاج الرجاء بشدة. انه في اوقات القحط و الظلمة, في أوقات الصمت و البحث, في أوقات الاهتزاز و الاستجواب حيث تكون عندها أنفسنا في أقصى حاجة للمساعدة و الرجاء.  


و ما هو متوفر لنا ليس مجرد كلام حماسي عاجز أو كلام مبهج وقتي, بل إنه حبل او مرساة ممسكة بنا بشدة ورابطة ايانا بحقيقة وعود الله– أنه يحبنا (يوحنا الأولى 4 الأعداد 10 و 19), أنه مات لأجلنا (رومية 8:5), أنه معنا (متى 20:28). هو خلصنا من عقوبة الخطيئة (رومية 23:6), وهو يخلصنا من قوة الخطيئة (كورنثوس الاولى 13:10 , يوحنا 13:16), وسوف يخلصنا من حضرة الخطيئة (رؤية 22 الاعداد1-5). نحن لسنا وحدنا. نحن لسنا متروكين. يوجد لدينا بئر من القوى ليس له نهاية تحت تصرفنا. 


معرفة هذه الحقائق مشجع لنا, نعم, لكن مشجع بعمق. معرفة تنهض النفس, لكن بطريقة تثبت النفس. إنها تحفر بعمق في أنفسنا, و بينما من الممكن أن نشعر بأننا تطايرنا مع الرياح و الأمواج, لكنها تؤكد أنه لن ننجرف بعيداً. بينما نكون مرهقين من المعركة اللامتناهية من الحرب الروحية, إلا أنها تربطنا بالذي يحمينا و يدافع عنا. و مثلما يقول كاتب سفر العبرانيين, إن الرجاء "مؤتمن و ثابت". 


إنه هدية, لكنه هدية ثقيلة. إنه متوقع, لكنه مؤكد تماماً.

إنه قوي.

إنه ثقيل.

إنه الرجاء.


كتب من قبل أوليفيا باشا. ترجم من قبل ليلى عطالله. تعديل من قبل حنا باشا.


This post was first published in 2017. To see the original English version, click here.


.هذا المنشور تم نشره أولا في 2017. لرؤية النسخة الإنجليزية الأصلية إضغط هنا



[1] Merriam-Webster Dictionary, “Hope.” See https://www.merriam-webster.com/dictionary/hope

[2] Strong, James, The New Strong’s Exhaustive Concordance of the Bible (Nashville: Thomas Nelson, 1995), 649.
[3] Strong, Greek 1680--elpis. For online version see: http://biblehub.com/greek/1680.htm
[4] Strong, Hebrew 8615--tiqvah. For online version see: http://biblehub.com/hebrew/8615.htm

Monday, February 12, 2024

Forsaking Vengeance, Trusting God

I’m currently reading a book that details the history of the relationship between Arabs and Jews in the Holy Land over the span of a hundred years.[i] I’m only up to the 1940s so far, but already I’m amazed at how many characteristics of the relationship today are exactly what they were a century ago and how often certain patterns have repeated themselves over and over and over again, like a broken record.

One of these patterns is that of vengeance. Someone from one side will kill someone from the other side, and in response people from that side will go out and kill random people from the first side as “pay back,” leading to an increasing exchange of violence that never resolves anything. Regardless of which side killed first in any given case, the pattern of vendetta is always the same.

And it’s against the context of this vicious cycle of retribution that the words of Psalm 52 stand out in stark contrast. This Psalm was written by David after the events described in 1 Samuel 22, when he was fleeing from King Saul and his hiding place was betrayed by Doeg the Edomite. Once Saul found out from Doeg where David was hiding, Saul pursued him and ended up killing not only the priests who had helped David but their entire town of Nob, including women, children, babies, and animals.

In the cycle of violence that characterizes the Holy Land in modern times and that is reflected in this ancient account as well, we would expect David to turn around and kill a whole town of Saul’s supporters or perhaps Doeg’s hometown, even those who had nothing to do with the atrocities committed at Nob, just as Saul and Doeg had killed those at Nob who had nothing to do with their quarrel with David. But that’s not how David responds.

He starts by criticizing Doeg, writing,

“Why do you boast of evil, O mighty man?
    The steadfast love of God endures all the day.
Your tongue plots destruction,
    like a sharp razor, you worker of deceit.
You love evil more than good,
    and lying more than speaking what is right. Selah
You love all words that devour,
    O deceitful tongue” (vv. 1-4, ESV).
 
Clearly, he is none too fond of Doeg and what he has done. We might imagine that David would continue by saying something to the effect of, “I’ll repay you for your treachery and violence. You think you can betray me and wipe out a whole town of my friends and get away with it? I’ll show you not to mess with me!” But instead, he writes,
 
“But God will break you down forever;
    he will snatch and tear you from your tent;
    he will uproot you from the land of the living. Selah
The righteous shall see and fear,
    and shall laugh at him, saying,
‘See the man who would not make
    God his refuge,
but trusted in the abundance of his riches
    and sought refuge in his own destruction!’” (vv. 5-7, ESV).

Who is the subject of each part of the first sentence? God. And who is noticeably absent from these verses? David. God is the one who will break down Doeg. God is the one who will snatch and tear and uproot. God is the one who will bring judgment, not David. Instead of obsessing over how he can make Doeg and Saul pay for what they did or worrying over how he can go on while these ruthless men are still hunting him, he focuses on the security he has in God:
 
“But I am like a green olive tree
    in the house of God.
I trust in the steadfast love of God
    forever and ever.
I will thank you forever,
    because you have done it.
I will wait for your name, for it is good,
    in the presence of the godly” (vv. 8-9, ESV).
 
Notice also that David speaks of God’s already having “done it” (past) while also saying that he “will wait” (present/future). God’s work is already sure, but sometimes we have to wait to see it brought to its full completion. We might not always see the wicked brought to justice, but we know that God’s justice will ultimately prevail, if not in this life, then in the next, and we can rest in the fact that God will either punish evil or have mercy if the evildoers turn to Jesus and accept His just payment for their debt of wrongdoing (i.e., His death on the Cross).

Perhaps you don’t live in a part of the world where revenge killings are the norm. Maybe you’ve never faced the question of how to respond when someone kills a person in your community. But I think it’s safe to say that we all have been wronged in one way or another. Maybe you’ve been slandered, betrayed, lied to, neglected, or stolen from. Maybe others have hurt you with their words, their attitudes, or their actions. Regardless of what form the wrong takes, we all have the same choice—do we retaliate in kind or do we leave the vengeance to God? As I’ve written about in another post, and as David knew well, God is fully trustworthy as the only completely just Judge to avenge evil in His own perfect way.

So instead of taking matters into our own hands when we have been wronged, may we be like David and give the wrongdoer over to the hands of God, acknowledging that He is the true avenger, not us. May we rest in the security that comes with our position of being in Christ, and may we, as David, choose to “trust in the steadfast love of God forever and ever.”

PC: Hannah Vazquez. Used with permission.


[i] Black, Ian. Enemies and Neighbors: Arabs and Jews in Palestine and Israel, 1917-2017. [London]: Penguin Books, 2018.

Wednesday, January 17, 2024

البحث الدؤوب للقلب المتألم

الحياة مليئة بالفصول وفي بعض الأوقات هذه الفصول تجلب ألم وثقل من جراء الأسئلة المبهمة. بعض الأحيان يبدو لنا الله وكأنه غائب أو غير منتبه. وإذا كنت مثلي، فتلك الأفكار تأتي مثقلة بالشعور بالذنب لأنك تعلم في قريرة نفسك أن الله لم يكن يوماً غائباً عن أبنائه، ولكن مشاعرك لن تكون دائماً متفقة مع معرفتك. في هذه الأوقات بالذات نجد التشجيع في كلمة الله.

عندما كنت أقرأ مزمور 77 في احدى المرات، كنت مذهولة من جمال الصورة التي تصف ردة فعلنا لمدى الألم الذي نشعر به. قبل أن نكمل، خذ دقيقة لقراءة المزمور من هنا.

من الوهلة الأولى يصبح واضحاً أن آساف في محنة وألم، كلماته الأولى "صَوْتِي إِلَى اللهِ فَأَصْرُخُ." تبين أن قلقه الداخلي أصبح عظيماً لدرجة أنه تُرجم الى تعبيرات صوتية. في العدد 2، نرى أن ألمه مستمرٌ في الليل وفي النهار وليس هناك راحة أو تعزية:" أَبَتْ نَفْسِي التَّعْزِيَةَ." حتى التفكير في الله يجعله يئن (العدد3)، وفي النهاية أصبح صامتاً من جراءِ حمله العظيم: "انْزَعَجْتُ فَلَمْ أَتَكَلَّمْ." عدد 4. في العدد 5 آساف يبدأ بالتفكير في الماضي البعيد ورغبته في تحويل أفكاره إلى أشياء ممتعة ومرحة خلال الوقت الصعب.

نقطة التحول كانت في العدد 6: “وَرُوحِي تَبْحَثُ." وما تلا ذلك من مجموعة من الأسئلة التي تُرينا ارتباك آساف وشكوكه: "هَلْ إِلَى الدُّهُورِ يَرْفُضُ الرَّبُّ، وَلاَ يَعُودُ لِلرِّضَا بَعْدُ؟ هَلِ انْتَهَتْ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتُهُ؟ انْقَطَعَتْ كَلِمَتُهُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ؟ هَلْ نَسِيَ اللهُ رَأْفَةً؟ أَوْ قَفَصَ بِرِجْزِهِ مَرَاحِمَهُ؟" (العدد7-9). هذه الأسئلة امتدت على سلسلة كاملة من تدقيق من هو الله. آساف افترض أن الله يقف ضده وكل أسئلته كانت عما إذا سيستمر رفض الله للأبد أم لا. لقد شك في صفات الله، تسائل عما إذا كان حب الله مؤقتاً. لقد شك في وعود الله، سائلاً عما إذا كان لها وقت انتهاء، تسائل عما إذا كان الله غائب الذهن، ظانّاً أنه من الممكن أن يكون ناسياً لحقيقة شخصه، أخيراً تساءل إذا من الممكن أن يغلق باب مراحمه بسبب غضبه.

في عدد 10 نرى استمرارية شعور آساف بالشك "فَقُلْتُ: «هذَا مَا يُعِلُّنِي: تَغَيُّرُ يَمِينِ الْعَلِيِّ» “، لقد تسائل وتوصل الى إجابة لأسئلته وهي "نعم، لقد تخلى الله عني".

ولكن آساف لا يتوقف هنا، هذه الأسئلة ما هي إلا بداية "بحثه الدؤوب"، بمجرد ما أقر بمشاعره بأن الله تخلى عنه، قد بدأ بتذكير نفسه بالحقائق التي يعرفها عن الله، مرسخاً حقيقة الله في المواقف الماضية ومستذكراً صفاته الأبدية. على الرغم من أن مشاعره قادته للتفكير بهذه الأسئلة، رفض أن يتوقف عن اكمال البحث، ولم يتخبط في شكوكه. على الرغم من ذلك، اتخذ قرار واعي بأن" أَذْكُرُ أَعْمَالَ الرَّبِّ. إِذْ أَتَذَكَّرُ عَجَائِبَكَ مُنْذُ الْقِدَمِ. وَأَلْهَجُ بِجَمِيعِ أَفْعَالِكَ، وَبِصَنَائِعِكَ أُنَاجِي." (عدد 11 و12). لمرة أخرى حوّل انتباهه الى الماضي، ولكن هذه المرة كان تركيزه محدداً ليس مجرد تذكر للماضي، بل تذكر يد الله فيه بالتحديد.

لنلاحظ أنه انتقل من مجرد كونه مستذكراً إلى أن يكون لاهجاً ومناجياً لله، بمعنى آخر هو قد استحضر أعمال الله وتفكر فيهم بعمق وبتمعن واستنتج أن " اَلَّلهُمَّ، فِي الْقُدْسِ طَرِيقُكَ." وأكمل ليسأل سؤال آخر:" أَيُّ إِلهٍ عَظِيمٌ مِثْلُ اللهِ؟" والجواب مفهوم ضمنياً وهو لا!، ركز آساف على مميزات الله العليا وعلى استقامة الله الكلية في التعامل مع البشر.

العدد 11 يسجل نقطة تحول أخرى، كما نرى آساف ينتقل من التكلم عن الله للتكلم معه، من الممكن أنها مناجاة لعظمة وقداسة الله التي ترجمت لعبادة: " أَنْتَ الإِلهُ الصَّانِعُ الْعَجَائِبَ. عَرَّفْتَ بَيْنَ الشُّعُوبِ قُوَّتَكَ." عدد 14 هو أقر واعترف بقدرة الله وعجائبه في الكشف عن نفسه ليس فقط لشعبه، بل للشعوب الأخرى أيضاً.

إكمالاً لباقي المزمور، آساف يعود لعدّ طرق معينة تصف سيادة الله على الطبيعة (عدد 16-18)، تعرض عنايته الرقيقة (عدد 20) تهيئته لخطته الخلاصية (عدد15)، في العدد 19 آساف يقر ويعترف بأن هناك أوقات يعمل فيها الله، ولكن ب “آثار لم تُعرف". ولكي يقدم المديح لله، ذكّر آساف نفسه بحقيقة أن عدم رؤية الله يعمل لا يعني أنه لا يعمل بالحقيقة.

أتمنى أنك رأيت أن مزمور 77 لا يعلمنا فقط عن الله، ولكن يعطينا خطة مفصلة عن كيف لنا أن نعتني بأرواحنا عندما نعاني من قلب متألم. يبين لنا أنه من المقبول أن نسأل وأن نشك في بعض الأحيان، ولكن علينا أن ننطلق من الشك لليقين المجيد الذي ينتظرنا على الطرف الآخر بينما نكتشف عظمة وعطف ورحمة إله السماوات. لقد علمنا أن نعظ أنفسنا بحقيقة من هو الله، أن نذكر أنفسنا بما نعرفه من خبرتنا ومن كلمته التي لا تخذلنا، تبين لنا أننا يجب أن نفكر بعمق بما فعله الله وبما يفعله لنا، اختر أن تنعم بهذه الحقائق بدل الانغماس بالألم الحالي.

صلاتي لك إذا كنت متألم اليوم، أن تجد التشجيع في مزمور آساف وأن تتبعه كمثال، وأن تقوم ببحثك الدؤوب الخاص بك لتجد سلام الله في يسوع المسيح، والذي يأتي من معرفته، تأمل أعماله العظيمة وجِد التعزية في محبته ورعايته لك. 

كتب من قبل أوليفيا باشا. ترجم من قبل ميس سلفيتي.


.This post was first published in 2020. To see the original English version, click here

هذا المنشور تم نشره أولا في 2020. لرؤية النسخة الإنجليزية الأصلية إضغط هنا.


المصدر: Cyndi Hackett. سمح بالنشر.