Wednesday, April 24, 2024

بعيدا عن الطريق المعتاد

بالنسبة لأولئك منا الذين قرأوا الكتاب المقدس لعدد من السنوات، يمكن أن يصبح من السهل التنقل عبر النصوص بأعين ثاقبة والبقاء على الطريق المعتاد، ونشق طريقنا عبر اصحاح تلو الآخر ممن قرأناه عشرات المرات من قبل. في بعض الأحيان سنقرأ ونلاحظ بعض الأمور التي لم نلاحظها من قبل. ففي أغلب الأحيان هنالك بعض الأجزاء من الكتاب المقدس (ليست فقرة كاملة بل أيات او حتى عبارات) التي تبرز أمامي مما يدعوني للتوقف والنظر إليها من خلال عدسة مكبرة (بالمعنى المجازي).


اود اليوم ان أتناول احدى هذه المقاطع وافحصها بالتدقيق على أمل انه في المرة التي تراودك فيها لحظة "هاه، لم ألاحظ ذلك من قبل" لن تمر عليها مرور الكرام لكن ستبحر في الطريق الذي تفتحه لك. اذن الى أين نحن متجهون؟ الى إرميا 2: 13 ,لنلقي نظرة: 


"لأَنَّ شَعْبِي عَمِلَ شَرَّيْنِ: تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ، لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ أَبْآرًا، أَبْآرًا مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً."  إر 2: 13


الانتباه إلى القوائم عند قراءة الكتاب المقدس , ممارسة أساسية جدا. فعندما تكون الأشياء مرتبة بوضوح في مجموعات او مرقمة بطريقة معينة ,فإن ذلك يساعدنا بسهولة للملاحظة والتعمق أكثر فيها.

في بداية هذه الآية , يوضح الله عملين اثنين ارتكب فيها شعبه , بني إسرائيل , الشر. هذه هي العلامة التي لفتت انتباهي في هذه الآية , دعونا نخرج عن الطريق المعتاد ونرى إلى أين سيأخذنا هذا المسار.


بعد أن صادفنا هذه البداية , يجب علينا أن نسأل بعد ذلك ما هما الشران وننظر إلى النص للحصول على الإجابة. ملاحظة جانبية, من أفضل النصائح التي تلقيتها لدراسة الكتاب المقدس هي طرح الأسئلة دائما والحصول على الإجابة من النص. يجب أن ندع الكتاب المقدس يتحدث عن نفسه قبل أن ننتقل إلى تفاسير او أدلة أخرى. مع أن فعل ذلك ليس خاطئ , إلا أنها ليست كلمة الله الحية فالكتاب المقدس هو كلمة الله الحية. حسناً, سنعود للمسار .....


لقد طرحنا سؤال: " ما هما الشران اللذان ارتكبهما شعب الله؟ " عندما نقرأ نجد أن الإجابة تأتي مباشرة. الشر الأول انهم تركوا الله. حسناً , من الواضح أن هذا أمر سيء, إذا كنتم شعب الله المختار. الشر الثاني " نقروا لأنفسهم أبار مشققة"؟ ما الذي يفترض أن يعني هذا؟ ولماذا يعتبر هذا شر؟ 


مجددا , سوف نعود للنص. في منتصف الآية عندما يذكر الله الشر الأول يعطي عبارة وصفية عن نفسه – "ينبوع المياه الحية ". لذلك نلاحظ ان الله الذي تركه شعب إسرائيل هو الذي يوفر ليس فقط شيئاً ضرورياً للحفاظ على الحياة (الماء) بل شيئاً يمنح الحياة بالفعل (المياه الحية).


هذا هو الوقت المناسب للبحث في أماكن أخرى في الكتاب المقدس التي تم فيها ذكر المياه الحية (يسوع مع المرأة السامرية عند البئر في يوحنا 4). عند القيام بذلك فإننا نستخدم أداة تسمى التوافق والتي تعرض كل الأماكن التي ذكرت فيها هذه الكلمة في الكتاب المقدس مع إعطاء المرجع. لكن الأن دعونا نلتزم بما ورد في هذه الآية.  


بمجرد ان نلاحظ ان الله استخدم الماء كتشبيه او استعارة , يمكننا أن نفهم بشكل أفضل ما يعنيه بالشر الثاني في الواقع. لقد ابتعد بنو إسرائيل عن ينبوع المياه الحية وبنوا بئراً عوضاً عنه. أي انهم لم يرفضوا الله فقط لكنهم ذهبوا خطوة ابعد ,اذ وأنهم حاولوا استبداله بأشياء من صنع أيديهم. من الواضح أن نفوسهم كانت بحاجة للمياه الحية , لكنهم ابتعدوا عن الله الوحيد القادر ان يوفر لهم هذا ويملأ الفراغ بتسديد كل احتياجاتهم. 


وهذا مثال على " زيادة الطين بلة " وكأنك تقول إلى الله:" أنا لا أعترف بأي شيء فعلته من أجلي , لا أريد أي شيء قدمته لي ولا أريد أن احذو حذوك , وفوق كل ذلك اعتقد أن هناك شيء أخر أفضل منك ". هذا ليس بالكلام الصحيح الذي يمكن قوله للكائن الأسمى الذي خلقك.


ولكن هناك المزيد مما يمكن استخلاصه هنا. ماذا يمكننا ان نسأل بعد؟ ماذا عن الفرق بين الينبوع والبئر؟ فالينبوع هو شيء يخرج الماء لكن البئر فهو شيء يحفظ الماء فقط , لا بد من إعادة تعبئته فهو لا يزود نفسه بنفسه.


لذا , علاوة على رفضهم لله , الذي اختارهم من بين كل الناس على الأرض وأتاح لهم هذه المياه الحية للحياة الأبدية , فإنهم يحاولون أن يحصلوا على الامتلاء الروحي من شيء أخر هم صنعوه بأنفسهم وهو ليس كافي , هو بالكاد يوفر شيئاً. لكن الأمر يزداد سوءاً , إذا واصلنا القراءة نرى أن هذه الآبار آبار مشققة لا تستطيع حفظ الماء! ففي الأساس، البديل(الآبار) التي صنعوها بالكاد تعمل عملها المصنوعة لأجله , ناهيك عن القيام بما يفعله الله.


والأن بعد ان تعمقنا في هذه الآية, وطرحنا بعض الأسئلة لاكتشاف المعنى وفهم عمق ما تحمله هذه الآية وما تقوله , يمكننا اخذ الخطوة لتطبيقها على أنفسنا. من السهل أن نقرأ عن تمرد بني إسرائيل ونفكر في مدى حماقتهم. بعد كل ما فعله الله من أجلهم , كيف يمكن ان ينقلبوا عليه؟


ومع ذلك ,ألسنا جميعاً معرضين لنفس التمرد؟ قد لا نعبد الأصنام التي صنعناها بأيدينا في الأماكن المرتفعة حول المدينة كما كانوا يفعلون , ولكننا جميعاً رفضنا الله وقلنا أننا نريد خطتنا بدلاً من خطته لنا ,سواء بشكل لاشعوري أو بصراحة. نقول إننا لا نريده , ولكننا نعود ونكتشف أننا بحاجة إليه من خلال السعي إلى تحقيق رضى الأخرين او الأشياء الأخرى. وفي فعلتنا هذه , فإننا لا نرتكب شر واحد فحسب بل شريين.


عندما نقرأ نصوص مثل هذا النص , عندها , يمكننا استخدامها كحافز لنختبر قلوبنا ونلاحظ ميولنا الى التيهان ونطلب المساعدة من الله , ونتعجب من نعمة الله اللامحدودة , ونمجده على قدرته التي من خلالها يهبنا الحياة الأبدية عن طريق يسوع المسيح. وذلك من خلال آية واحدة فقط. 


أتمنى أن يكون هذا المثال قد اعطاكم التحدي والتشجيع الذي تحتاجونه للإبحار في كلمة الله. فعندما نتنحى عن الطريق المعتاد لما نألفه ونعرفه ونخوض طريق الاكتشاف , نبدأ باستكشاف كنز الحق والبركات الروحية الموجودة في صفحات الكتاب المقدس.


كتب من قبل أوليفيا باشا. ترجم من قبل ميار مسلّم.


هذا المنشور تم نشره أولا في 2018. لرؤية النسخة الإنجليزية الأصلية إضغط هنا.

.This post was first published in 2018. To see the original English version, click here



Monday, April 1, 2024

The One Who Helps

There are many verses in the Bible that talk about the help that we receive from God. He gives us strength (Ps. 28:7, Is. 12:2, etc.), safety (Ps. 4:8, Ps. 55:18, etc.), and comfort (2 Cor. 1:3-4). He provides us with armor for spiritual warfare (Eph. 6:10-18) and a way out of temptation (1 Cor. 10:13). He gives us His righteousness (Is. 61:10, etc.), good gifts (Matt. 7:11), and spiritual blessings (Eph. 1:3). While all these things are true and amazing, each of these passages and many more focus on the nature of the help we are given, but there is another passage that takes a noticeably different focus.

We find it in Isaiah 41. In verse 10, God tells His people:

“fear not, for I am with you;

be not dismayed, for I am your God;

I will strengthen you, I will help you,

I will uphold you with my righteous right hand” (ESV).

 

Here we begin to get a hint at where the emphasis lies. Strength, help, and upholding are the gifts received, but the repetition of the subject, “I,” should catch our attention. “I am…I am…I will…I will…I will.”

 

In verses 13 and 14, the point becomes more clear:


“For I, the Lord your God,
    hold your right hand;
it is I who say to you, ‘Fear not,
    I am the one who helps you.’

Fear not, you worm Jacob,
    you men of Israel!
I am the one who helps you, declares the Lord;
    your Redeemer is the Holy One of Israel.”

 

Again, the support and help are mentioned, but this time the focus is on who it is that is giving the help rather than on the help itself. The all-caps “LORD,” indicating the name Yahweh, followed by the phrase “your God,” shows that God is referring to Himself as the covenantal God who enters into relationship with us and can therefore be claimed as “ours.” Once identifying Himself, He continues with, “it is I…I am the one…I am the one…your Redeemer is [Me].” Why is this significant? Because it reminds us of where our focus should be and fills us with a deeper understanding of the value of the gifts we receive.

 

So often we find comfort in thoughts of the help we receive from God. And certainly, there is comfort to be found there. If we’re anxious, we can find peace. If we’re afraid, we can find confidence. If we’re exhausted, we can find rest. But how often do we turn our thoughts to the Source of the help we seek? How often do we really contemplate that it is the Prince of Peace who calms us? It is the Rock of Ages who assures us. It is the Good Shepherd who restores us. It is the Creator who inspires us. It is the Lamb of God who saves us. It is the Friend of Sinners who intercedes for us. It is the Mighty God who arms us. It is the Wonderful Counselor who guides us.

 

How often do we take all that we know about the character and personality of God and apply it to our understanding of who helps us, recognizing that He is the One who will “graciously give us all things” (Rom. 8:32, ESV). How often do we remind ourselves, with the Psalmist, “From where does my help come? My help comes from the LORD, who made heaven and earth” (Psalm 121:1b-2, ESV).

 

Just as we would value directions given from a local more than we would from a fellow tourist or have more confidence in chair built by a carpenter rather than by a chef, in the same way, when we recognize the nature of our Helper, we can be assured that His help is of the utmost quality. The peace that comes from God is a deep, enduring peace that only He can give. The assurance that comes from Him is complete because He’s the One that made our salvation possible in the first place. The rest that He gives is the most satisfying because He is the One who designed our bodies, spirits, and souls. The ideas He gives are the most inspiring because He is the ultimate Creative. The salvation He gives is eternal because He was the only one able to live a completely holy life and pay the penalty that we owed for our unholy ones. The intercession He gives is perfect because He is both all-knowing and Love itself. The armor He gives us is the strongest there is because He is all-powerful. The guidance He gives is the truest there is because He is all-wise.

 

So the next time you’re in need of help—of any kind—be reminded as you pray of whom you are praying to. Remember that it is the LORD your God who holds your hand, that He is the One who helps you. Remember that He is the One who gives you everything you need and more. Remember all the things He has revealed to us about who He is, and revel in the wonder of it, for, after all, the greatest gift He gives us is Himself.

PC: Rose Creger Tankard. Used with permission.