من المحتمل انه واحد من أشهر النصوص الكتابية هو ذلك المعروف بالقاعدة الذهبية, الموجود في متى الإصحاح السابع_“فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلنَّاسُ بِكُمُ ٱفْعَلُوا هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ، لِأَنَّ هَذَا هُوَ ٱلنَّامُوسُ وَٱلْأَنْبِيَاءُ.” مَتَّى 7:12
لربما سمعتم الأهل يعكسون هذا التحذير, سائلين أولادهم, " هل تريدون أن يعاملوكم بهذه الطريقة؟" (و بالعادة تكون الإجابة لا.) " "إذن لا تعاملونهم بهذه الطريقة."
بشكل عام, القاعدة الذهبية تم تقبلها من قبل المسيحيين وغير المسيحيين بالمثل كمبدأ حياتي جيد مؤديا لمجتمع أفضل, لكن هل هي أكثر من مجرد قول أخلاقي؟ للإجابة على هذا السؤال, بعض الأسئلة الأخرى يجب أن يتم طرحها.
لماذا معاملة الآخرين بالطريقة التي نريد أن يعاملوننا بها هي في غاية الأهمية؟ ربما لأنه ان قمنا بحسب هذه القاعدة فمن المحتمل أن نعامل الآخرين بطريقة حسنة.
ولماذا يعد في غاية الأهمية معاملة الآخرين بطريقة جيدة؟ حسنا, للوهلة الأولى ربما تفكرون لأنه الشئ الصحيح الذي علينا فعله. انتم لستم مخطؤون. لكن لماذا هو الشيء الصحيح الذي علينا فعله؟ انه الشئ الصحيح لأننا جميعا متساويين في القيمة ككائنات بشرية خلقها الله بنفسه على صورته و مثاله. و معاملة الخليقة بشكل سئ يعد اهانة للخالق.
هذا كله حسن و جيد, لكن عندما يأتي الأمر لتطبيق القاعدة الذهبية, كيف سنقوم بها؟
مع ميولنا الأنانية و تمركز أفكارنا حول أنفسنا, فإنه ليس من الطبيعي أن نضع الآخرين أولا. لكن من الطبيعي أن نضع أنفسنا أولا, و يسوع يخبرنا أنه علينا معاملة الاخرين كما نريدهم أن يعاملوننا. ليس لدينا مشكلة أن نبحث عن أفضل مصالحنا الشخصية, لكن كيف نأخذ هذه الخطوة الواعية بأن نعكس "أفضل المصالح" على شخص آخر؟
احيانا (في الواقع, معظم الوقت) هذا يتطلب قوة خارج قوانا, قوة من شخص اخر- الله نفسه. لكني أؤمن أنه في أغلب الأوقات, طرق الله التي يستخدمها كي تقوينا لنتمم وصاياه هي من خلال أدوات قد سبق و أعطاها لنا. في هذه الحالة, واحدة من هذه الأدوات هي الذاكرة.
لدي ذاكرة قوية جدا. مشاهد من الماضي تعيد نفسها بوضوح في عقلي سواء اريد ام لا, خصوصا تلك المصحوبة بمشاعر قوية. أعتقد أنني ورثت هذه القدرة على التذكر من جدي, و بينما جزء من هذه الذاكرة لربما موروث, جزء قد تم تطويره عن وعي, خاصة عندما يتعلق الأمر بالقاعدة الذهبية.
منذ عمر صغير, كلما تمت معاملتي بطريقة غير لطيفة من شخص معين, كنت أقوم بتدوين ذلك في ذهني لتذكير نفسي كيف شعرت في تلك اللحظة, حتى متى كنت في موضع ذلك الشخص, لا اعامل الاخرين بنفس التصرف. عبر السنوات, جعلني هذا أن أغير طريقة تفكيري و طريقة تصرفي لأنني طورت قدرة على وضع نفسي في مكان الأخرين.
كمثال على هذه الممارسة, خذ بعين الاعتبار العلاقة بين الخريج و طالب سنة أولى في الجامعة. طلاب سنة أولى عادة ما يتم التقليل من شأنهم من قبل الخريجين, يتم تصغيرهم بسبب جهلهم, وبشكل عام يتم تجاهلهم. اعتقد ان معظم طلاب السنة الاولى لا يقدّرون هذه المعاملة, لكن عندما يصبحون هم أنفسهم خريجين هم ايضا يتعاملون بنفس الطريقة التي تمت معاملتهم بها, ظانين أنهم حصلوا على الحق بأن يعاملوا الآخرين كما تمت معاملتهم.
لكن ماذا لو, عوضا عن ذلك, أخذ الخريجون لحظة للتذكر؟ ماذا لو تذكروا الملاحظات الجارحة, النظرات المغرورة, التصرفات الرافضة؟ ماذا لو تذكروا كيفية شعورهم بالتصغير و عزموا ألا يشعر أي أحد بهذه الطريقة على أيديهم.
إذن ربما, عوضا عن الخضوع للنمط الذي تذمروا عليه كطلاب سنة أولى, هم يقومون بدورهم لتغيير هذا النمظ.
المثال أعلاه هو مثال بين عديد من الأمثلة التي كان من الممكن أن أختارها. قم بإدخال علاقاتك في هذه المعادلة, و المبدأ لا يزال ينطبق.
إذا أنت كنة أو سبق كنت كنة, تذكري الأشياء التي جرحتك او أثارت اعصابك بعلاقتك مع حماتك, و اعزمي ألا تسمحي لهذه الأشياء بأن تتواجد في علاقتك مع زوجات أولادك او ازواج بناتك. إن كنت طالب/ة, تذكر/ي كيف كان الأمر حتى عندما تصبح/ين معلم/ة تكون/ين متعاطف/ة تجاه طلابك.
في الواقع, التعاطف هو إحدى المفاتيح لتطبيق القاعدة الذهبية, ومثل الكثير من الأشياء, هو قدرة من الممكن تعلمها. والذاكرة هي ربما واحدة من أكثر الأدوات إفادة في تطوير روح متعاطفة. حيث عندما نقوم بتخزين ذكريات, مع إصرار واعي و حضور قائم لله, هذا كله يزودنا بالمقومات التي نحتاجها كي نحقق ناموس المسيح (غلاطية 2:6) و نطبق القاعدة الذهبية.
No comments:
Post a Comment