قبل عدة أشهر استمعت الى تعليم جين ويلكن في مؤتمر ريفيف 15' للسيدات واقنعني تفسيرها عن أهمية إشراك أذهاننا في مسيرتنا مع المسيح وليس فقط قلوبنا. ضمن عرض قضيتها تطرقت الى مرقس 30:12 والذي يتحدث عن محبة الله بعقولنا كما وتطرقت الى رسالة رومية 2:12 والتي توضح أن العقل هو المكان الذي يبدأ فيه التحول.
لن اعيد كل ما قالته الآن (يمكنكم مشاهدة رسالتها هنا).
ولكن هذه بعض من العبارات التي علقت في ذهني:
" الطريق لتجديد مشاعرنا هو من خلال تفكيرنا. التفكير الصحيح يجب ان يقود الى الشعور الصحيح. لا يمكننا ببساطة أن نشعر حتى نشعر بشكل مختلف يجب أن نفكر حتى نشعر بشكل مختلف."
" لا يقدر القلب أن يحب ما لا يعرفه العقل."
منذ سماع جين تتحدث أصبحت متيقظة لحالات اخرى في الكتاب المقدس التي تشير الى العقل. إحداها في كورنثوس الأولى 14. حيث يتحدث السياق عن المواهب الروحية وبالتحديد عن موهبتي التنبؤ والتكلم بألسنة وعند الحديث عن هذا الموضوع يؤكد بولس على أهمية العقل:
لذلكَ مَنْ يتَكلَّمُ بلِسانٍ فليُصَلِّ لكَيْ يُتَرجِمَ. أنَّهُ إنْ كُنتُ أُصَلّي بلِسانٍ، فروحي تُصَلّي، وأمّا ذِهني فهو بلا ثَمَرٍ فما هو إذًا؟ أُصَلّي بالرّوحِ، وأُصَلّي بالذِّهنِ أيضًا. أُرَتِّلُ بالرّوحِ، وأُرَتِّلُ بالذِّهنِ أيضًا (اية 13-15).
ثم يشرح " اذا كنت تشكر بروحك" (و يفترض الا تكون بعقلك) فلا يمكنك " بناء " الاخرين (اية 16-17). وبالتالي فان اشراك عقولنا ليس فقط امر مهم وحاسم لنمونا الروحي ولكنه أيضا مهم لبناء ونمو اخوتنا واخواتنا المؤمنين.
ويكمل بولس ويلفت الانتباه الى العقل " أيُّها الإخوَةُ، لا تكونوا أولادًا في أذهانِكُمْ، بل كونوا أولادًا في الشَّرِّ، وأمّا في الأذهانِ فكونوا كامِلينَ" (اية 20).
من الواضح أن عقولنا مهمة. ومع ذلك كم من مرة أهملناها في حياتنا اليومية؟ كم مرة سمحنا للكسل بالسيطرة، مفضلين التسلية والدلال بدلا من السعي للتفاعل مع الكتاب المقدس بشكل شخصي والتصارع مع أنفسنا بالأسئلة الصعبة؟
المشاعر بنفسها وبذاتها سوف تتغير بكل تأكيد. لذلك من المهم جدا أن نبني مشاعرنا على أساس قوي من الحقيقة أو ما تسميه جين ويلكين "التفكير الصحيح ". إحدى الطرق التي يمكننا من خلالها بناء هذا الأساس هو التفاعل بشكل مدروس مع الكتاب المقدس من خلال قراءته ودراسته .
لذا بدلا من الاكتفاء بأن نكون أطفالا في تفكيرنا أو أن نعيش علاقتنا مع يسوع المسيح فقط في عالم القلب , فلنتذكر ان الله اعطانا عقلا وأنه أعطانا إياه لسبب. دعونا نطرح الأسئلة ونصقل فضولنا و ندرب عقولنا لنرى كيف أن معرفة الله المتزايدة من خلال كلمته ستغير حياتنا.
"ولا تُشاكِلوا هذا الدَّهرَ، بل تغَيَّروا عن شَكلِكُمْ بتجديدِ أذهانِكُمْ، لتَختَبِروا ما هي إرادَةُ اللهِ: الصّالِحَةُ المَرضيَّةُ الكامِلَةُ " رسالة رومية 2:12
كتب من قبل أوليفيا باشا. ترجم من قبل ميار مسلّم. تعديل حنا باشا.
هذا المنشور تم نشره أولا في 2016. لرؤية النسخة الإنجليزية الأصلية إضغط هنا.
This post was first published in 2016. To see the original English version, click here.
No comments:
Post a Comment