هل سبق أن مررت بجانب مكتب زميلك في العمل فوجدته ذهب مكاناً ما أو ذهب لتناول الطعام؟ هل سبق لك بعد أن أرسلت بريداً إلكترونياً لشخص ما وصلك رداً منه أنه خارج المكتب؟ هل اختبرت العيش في توقيت مختلف عن أصدقائك أو عائلتك وكان لديك الرغبة للتحدث معهم عن طريق المراسلة أو الاتصال بهم ولكن وجدتهم نائمين في نفس الوقت؟
أحياناً يكون الأمر محبطاً عندما الأشخاص الذين نحتاجهم غير متاحين، وفي أوقات أخرى، نحتاجهم للضرورة و لا نستطيع أن نجدهم في أي مكان. جزء من هذا الإحباط ببساطة يأتي من انعدام صبرنا أو أنانيتنا حيث أننا نريد الناس أن يكونوا حولنا عندما يناسبنا، لكن في أحيان أخرى عندما تحصل أمور طارئة، نحتاج فعلاً للمساعدة بأسرع وقت. عندما يكون الشخص الذي يعطي الدعم غير متاح، قد يكون الأمر مخيفاً.
بينما نخطو في عام 2025، يوجد العديد من الأشياء المجهولة، تماما مثلما يوجد في بداية كل عام جديد. ماذا يحمل هذا العام؟ ما الأفراح التي سوف نختبرها؟ ما الأهداف التي سنحققها؟ ما التحديات التي سنواجهها؟ ما الحزن الذي سوف نتحمله؟ أخر سنتين حملتا كمية كبيرة من الخسارة للعديد من الأشخاص. هل سوف تستمر الخسائر العظيمة في هذا العام أيضاً؟ هل سوف يبقى حولنا الذين نحبهم، أو ستبقى الخدمات و الوسائل متوفرة عندما نحتاجها؟ بينما الأسئلة السابقة مليئة بالوعود و الأمل، الأخيرة منها قد تجلب القلق.
لكن ماذا لو كان لدينا ضمان بأنه دائما سيكون لدينا وصول لأي شخص أو أي شيء نحتاجه؟ ماذا لو لم تواجهنا هذه المواقف مثل رد "خارج المكتب" أو عدم إيجاد زميل بينما هو في استراحة طعام. ماذا لو أن رسائلنا لم يتم ابداً إسكاتها بعبارة " الرجاء عدم الإزعاج"؟
بشكل رائع، الجواب لهذه الأسئلة لا يجب أن يكون افتراضي، لأن الله، الذي خلقنا و يحمينا، هو دائماً على عرشه. حيث أن داود، خلال وحي الروح القدس، كتب، "الرب في هيكل قدسه" (مزمور 11: 4). هو ليس خارج المكتب. الطبيب العظيم، المُعيل، الرحيم والذي يُبرر، موجود دائماً. في وقت المرض، نستطيع أن نلجأ إلى مُصمم كل خلية فينا. وعندما نكون في حاجة، نستطيع أن نلجأ إلى ذاك الذي يملك كل شيء في الوجود. عندما نكون ضعفاء، نستطيع أن نقع بين يدي الواحد الذي يرحم بسخاء. عندما نرتكب خطأ، نستطيع أن نتوسل بدم يسوع إلى الذي هو دائماً عادل. في أي وقت. في أي مكان. هو دائما متواجد.
ليس مثل القوى الروحية الأخرى، الأصنام، أو الكائنات الحية التي يعبدها الناس كآلهة، يهوه، إله الكتاب المقدس،" لا يستريح أبداً"، هو ليس خارج المدينة أبداً، لا ينام أبداً. (ملوك الأول 18 و مزمور 121). وفوق هذا، بالرغم من دعمه و كونه سائد على كل شيء، لا يكون منشغلاً عن السماع لصلاتنا، فكرنا، و صرختنا لطلب المساعدة. لا يكون أبداً في اجتماع. لا يكون أبداً على الهاتف. لا يكون أبداً كثير الانشغال. عدم محدوديته تجعله متاحاً بشكل كليّ لكل واحد منا فرداً فرداً في كل لحظة من حياتنا بأكملها. لا أعلم عنكم، لكن هذا الأمر يُذهلني تماماً.
مع ذلك، يوجد المزيد. مزمور 11: 4 يقول: "الرب في هيكل قدسه"، لكنه يكمل، "الرب في السماء كرسيه". أنظر، ليس فقط أن الله مثل المدير الذي لا يكون خارج المكتب، الوالد الذي لا يتشتت، أو الصديق الذي لا ينام. هو دائماً "على مقعده" (أي على عرشه)، لكن "مكتبه" هو السماء نفسها. هو يجلس متوّج في عرشه في أعلى المرتفعات، في أقدس الأقداس. هو لديه أكبر سلطة على أي كائن و القدرة على ممارسة هذه السلطة بلا عيب. في الحقيقة، هو لا يقدر أن لا يكون متواجداً ومهتماً وبلا عيب في ممارسته لسلطته لأن هذا سيكون معاكساً لجوهره.
يوجد الكثير مما يجعلنا في رهبة، و هذه الحقيقة –أنه دائما على عرشه وأن عرشه فوق الجميع–ينبغي لها أن تملأنا بالتعجب، الحمد، الامتنان، و السلام. هذا يعني أنه بغض النظر عما سنواجهه في السنة المقبلة، لن نكون أبداً بلا مساعدة. لن نكون أبداً غير قادرين على الاتصال بالواحد الذي نحن بحاجة ماسة له. لن يقابلنا شيء يأخذه مننا بشكل مفاجئ. لن نكون وحدنا أبداً.
لذا، بينما ندخل على الصفحات الفارغة من هذا العام، يمكننا أن نطمئن بأن الرب يعلم ماذا تحمل، وأنه يحكم باستمرار على أعظم عرش، وأنه عندما ندعوه، لن نتلقى رسالة "خارج المكتب". لأن إله كل الخليقة مُتاح بامتياز، بشكل دائم وأبدي.
كتب من قبل أوليفيا باشا. ترجم من قبل ليلى عطالله. تعديل من قبل حنين باشا.
This post was first published in 2022. To see the original English version, click here.
هذا المنشور تم نشره أولا في 2022. لرؤية النسخة الإنجليزية الأصلية إضغط هنا.
المصدرYandle Multimedia Photography.
سمح بالنشر.
No comments:
Post a Comment