Wednesday, November 20, 2024

شكر شامل

كأتباع يسوع، لدينا الكثير لنكون ممتنين له. لقد أُعطينا كل بركة روحية في المسيح يسوع (أفسس 1: 3) بما فيها الفداء وغفران خطايانا (أفسس 1: 7). ليس من المفاجئ اذاً أننا أُخبرنا مرات عديدة في الكتاب بأن نكون شاكرين. في الحقيقة، عبادتنا وصلاتنا يجب أن تتميز بتقديم الشكر "دائما ولكل شيء"
(أفسس 5 :19-20، فيلبي 4: 6) ولكن هناك فقرة معينة حيث يمكننا أن نرى التركيز على كلمات الشكر. وتأتي هذه الفقرة في منتصف كولوسي 3، مباشرة بعدما شجعنا بولس على أن نميت كل الأشياء المتعلقة بالإنسان القديم وأن نلبس الأشياء التي تميز الإنسان الجديد المولود بالمسيح. ختم بولس هذه الفقرة ب:

وليملك في قلوبكم سلام المسيح، فإليه قد دعيتم في الجسد الواحد؛ وكونوا شاكرين! لتسكن كلمة المسيح في داخلكم بغنى، في كل حكمة، معلمون وواعظين بعضكم بعضا، مرنمين بمزامير وتسابيح وأناشيد روحية في قلوبكم لله، رافعين له الحمد. ومهما كان ما تعملونه، بالقول أو بالفعل، فليجر كل شيء باسم الرب يسوع، رافعين به الشكر لله الآب. كولوسي 3: 15-17 (ترجمة كتاب الحياة)

هل تمكنت من ملاحظتهم جميعهم؟ في هذه الآيات الثلاث، يوجد ثلاث صيغ لكلمة" يشكر" بتتابع سريع. "كونوا شاكرين"، " رافعين له الحمد "، " رافعين به الشكر لله ". أولاً: أن نكون شاكرين، بكلمات أخرى، يجب أن يكون الامتنان وصف لذواتنا. فكّر في الطرق التي نصف بها الأشخاص. يمكن أن نقول عن شخص أنه مضحك، ذكي، مبدع، لطيف… الخ. من الممكن أن تكون قد وُصفت أنت بإحدى هذه الصفات. ولكن هل وُصفت مرة بأنك شاكر؟ عندما ينظر الناس لحياتنا هل يمكنهم وصفنا ب “شاكرين"؟ ليزرع فينا الله روحاً تقدم الشكر فنُعرف بأننا أشخاص شاكرة من العمق. 

ثانياً، أن نعيش "رافعين له الحمد" هنا نرى استخدام صيغة مختلفة تدل على الاستمرارية فهو شيء مصاحب لكل الأعمال المختلفة التي نقوم بها. خاصة هنا، يجب أن ندع الكلمة تسكن بغنى فينا، والتي تشمل التعليم والوعظ بحكمة والترنيم وكل هذا يجب أن يكون مع شيء آخر. هذا الشيء هو الشكر. ليس الطمع، أو البر الذاتي، أو ال "أنا" المنتفخة أو الاستياء أو الاكتفاء الذاتي أو غلاظة القلب بل الشكر. وليس فقط الشكر المعمم، بل الشكر الموجه لله. يجب أن يكون وقتنا الذي نقضيه في الكلمة، وحديثنا مع الآخرين، وتعبيرنا من خلال الموسيقى، مصحوباً بالشكر للواحد الذي جعل كل هذه الأشياء -وحتى حياتنا- ممكنة.

ثالثاً، نرى أنه مهما كانت الأشياء التي تفعلها يجب عليك أن ترفع الشكر دائماً (العدد 17). مهما كان الذي نتحدث به يجب علينا أن نفعله من أجل الله وأن نرفع له الشكر بينما. ولكن لنكون صادقين، من السهل أن تقول وتكتب عن أن تعيش. أحياناً تكون الحياة مليئة بالأشياء التي لم نطلبها أو لم نتوقعها ولم نقدرها، وفي مواجهة هذه الأشياء ممكن أن يكون من الصعب ان نرفع الشكر. ولكن، مثل جميع الأشياء، فالشكر مرتبط بالاختيار. 

كأتباع للمسيح، لدينا الروح القدس بداخلنا، والذي هو بالقوة الأكثر من الكافية ليعطينا القدرة لإعطاء الشكر في أي ظرف. لكننا يجب أن نختار الاستفادة من هذه القوة بدلاً من الانغماس بالمرارة والتعاسة واللامبالاة التي أحياناً ما نحتضنها ونغذيها. القلب الشاكر هو ما يريده الرب لنا، لذلك فمن المؤكد أنه سيعدُّنا لإظهار ذلك القلب. علينا فقط أن نخطو خطوة بالطاعة ونقرر أن نقدم الشكر، حتى لو لم نشعر به. علينا أن نسمع للحق في كلمة الله التي حفظناها في عقولنا في كل مرة تحاول قلوبنا أن تقنعنا بأن الله ليس هناك، أو بحال أنه هناك فهو غير صالح.

عندما نقوم بهذه القرارات الواعية والصعبة -بطريقة لا تصدق ببعض الأحيان- مراراً وتكراراً لنشكر من عقولنا، فإنه يصبح من السهولة أن نقرأ ونصلي ونسبح ونتكلم ونحن رافعين به الشكر لله من قلوبنا، كما شجعنا الله من خلال بولس أن نفعل. وبينما نعيش إيماننا بشكر في قلوبنا، يجعلنا الله جديرين بأن نكون أناس يتصفون بالامتنان، أناس لا يشكرون فقط، بل بكونهم شاكرين دائماً.

فاليوم، أتحداكم وأشجعكم أن تنضموا إليّ في السعي لنكون ممتنين بعمق، وأن نختار تقديم الشكر—في الوفرة والعوز، على الجبال وفي الوديان، في السكينة وفي العواصف، تحت أشعة الشمس وفي الضباب، من خلال الضحك والدموع، في الفرح والإحباط—. واثقين بأن قُرب الله وصلاحه حقائق أكيدة، وهذا يستحق أن نكون شاكرين له.

كتب من قبل أوليفيا باشا. ترجم من قبل ميس سلفيتي.  تعديل من قبل حنين باشا.


This post was first published in 2018. To see the original English version, click here.

هذا المنشور تم نشره أولا في 2018. لرؤية النسخة الإنجليزية الأصلية إضغط هنا



No comments:

Post a Comment