تمت كتابة هذا المنشور في شهر تموز من عام 2020.
لقد مضى حوالي شهر على الوقت الذي كان من المفترض به أنا وخطيبي أن نتزوج وأكثر من شهر على الوقت الذي كان من المفترض به أن أنتقل للعيش في منطقة بعيدة عن منزلي. كانت أغلب حقائبي موضبة منذ أكثر من شهر، ونحن مازلنا لا نعلم متى سوف أستطيع أن أنتقل أو أن أتزوج. قد تفكر أن شخصاً مثلي، الذي يحب الوقت من أجل التحضير للأشياء، سوف يرتاح بوجود وقت إضافي لعمل التحضيرات لحدثين مغيران للحياة، وفي حين أنني كنت قادرة على إنجاز أشياء أكثر بكثير خلال هذا الوقت، إلا أنني وجدت نفسي غاضبة من وقت التحضير الطويل هذا لأنه تطلب مني أن أعيش في حالة استعداد دائمة.
ملابسي المفضلة و احتياجات أخرى كانت في حقائبي لأسابيع. أحيانا كنت أحتاج أن أُخرج شيئا من الحقيبة، لكن بعدها كان يجب أن أتذكر إعادتها في الحقيبة الصحيحة كي يبقى وزن الحقائب كما هو. كان من الممكن أن أنتظر لحزم الحقائب، إن كنت أعلم أن مخططاتنا سوف تتأخر، لكن عدم معرفة متى سوف أستطيع السفر يقودني لأن أكون مستعدة على قدر الإمكان للمغادرة في أي لحظة. هذه الأسابيع أظهرت لي أن الاستعداد دائما لشيء أنت تعرف أنه أتٍ لكن لا تعرف متى، محبط، مرهق و ببساطة مجهد.
لكن عندما كنت أفكر بحالة الاستعداد الدائم هذه، ذكرني الرب وأنبني بأن هذه الحالة هي نفسها بالضبط الحالة التي دعاني لأن أكون بها بينما انتظر مجيئه. هذا التوتر الناتج عن عدم معرفتي لوقت المغادرة يماثل التوتر الذي يجب أن اتبناه روحياً بينما أحيا في ملكوت السماوات الحاضر و الذي لم يأتي لواقعنا بعد.
قبل صلبه، عندما كان يتكلم يسوع مع التلاميذ عن مجيئه الثاني، كان يقول، "وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ"…"لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ." (متى الإصحاح 24: 36، 44). المسيح علّم بأمثال عن أناس كانوا يعيشون حياتهم غير متحضرين (معازيم العرس غير حاضرون لمجيء العريس وخدام غير حاضرون لعودة سيدهم) وقال "فَاسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ." (متى 25 :13).
في سفر مرقس، يأمر يسوع، " اُنْظُرُوا! اِسْهَرُوا وَصَلُّوا، لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَتَى يَكُونُ الْوَقْتُ. كَأَنَّمَا إِنْسَانٌ مُسَافِرٌ تَرَكَ بَيْتَهُ، وَأَعْطَى عَبِيدَهُ السُّلْطَانَ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ عَمَلَهُ، وَأَوْصَى الْبَوَّابَ أَنْ يَسْهَرَ. اِسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَتَى يَأْتِي رَبُّ الْبَيْتِ، أَمَسَاءً، أَمْ نِصْفَ اللَّيْلِ، أَمْ صِيَاحَ الدِّيكِ، أَمْ صَبَاحًا. لِئَلاَّ يَأْتِيَ بَغْتَةً فَيَجِدَكُمْ نِيَامًا! وَمَا أَقُولُهُ لَكُمْ أَقُولُهُ لِلْجَمِيعِ: اسْهَرُوا»." (مرقس 13: 33 - 37). و في سفر لوقا، يقول يسوع، "«لِتَكُنْ أَحْقَاؤُكُمْ مُمَنْطَقَةً وَسُرُجُكُمْ مُوقَدَةً، وَأَنْتُمْ مِثْلُ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُمْ مَتَى يَرْجعُ مِنَ الْعُرْسِ، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَعَ يَفْتَحُونَ لَهُ لِلْوَقْتِ." (لوقا 12: 35 - 36).
كل هذه النصوص توحي للقارئ بشعور قوي من الانتظار الفعّال، الاستعداد الثابت و التيقظ بعزيمة بدون استسلام. لاحظ المصطلحات "استعدوا"، "اسهروا"، "راقبوا"، "ابقوا يقظين"، "ابقوا مرتدين للعمل"، "ابقوا مصابيحكم مشتعلة". هذه الأفعال كلها تتطلب جهد، قوة تحمل، و العمل المتعمد. فقط إبقاء المصابيح مشتعلة يتطلب خطة للاحتفاظ بزيت كافي، متضمنة العمل لكي تكون الموارد متوفرة لشراء الزيت، لإبقاء المصباح نظيفاً، و مشاهدة المصباح كل اليوم طوال الأسبوع لنضمن أن الزيت لا ينفذ. البقاء متيقظا أيضا يتطلب مجهودا، خاصةً إذا كنت متعبا و يبدو أنك كنت تنتظر منذ زمن طويل جدا كأنه أبدي. هذه الأشياء هي صور لما نحن مدعوون لعمله كاتباع للمسيح.
خلال فترة الانتظار المؤقتة هذه من انتقالي للعيش في مكان آخر وزواجي، الرب أعطاني لمحة كيف أنا علي أن أحيا كعروس له. أنا حاليا لدي نقطة مرجعية لما يبدو عليه بأن أحيا كل يوم مستعدة للذهاب. أنا أفهم بطريقة أكثر تجريبية ماذا يعني أن أحيا في مكان بينما لا أكون متمسكة به، حيث أنني مستعدة لترك المكان في أي لحظة تفتح الأبواب.
أنا أعيش في الولايات المتحدة (وقت كتابة هذا المنشور)، لكن في مكان آخر لدي بيت آخر ينتظرني –بيت اعطيته وقتي واهتمامي وحبي لبنائه مع زوجي المستقبلي. بنفس الطريقة، على مستوى روحي، أنا أعيش في بيتي على الأرض، لكن في مكان آخر لدي بيت آخر ينتظرني– بيت عليّ أن أركز وقتي واهتمامي وحبي نحو بنائه مع العريس الأبدي. ليس عليّ أن انفصل كلياً عن بيتي الحالي –أنا مازلت أحيا هنا، إنه المكان الذي وضعني به الرب لكي استثمر به لهذا الوقت. لكن ليس علي أن أتجاهل بيتي الآخر أو أن أجلس جانبا و اخذ غفوة لأن قدومه يبدو بعيداً جداً.
تماماً كيف يحدث هذا عمليا حينما يأتي الأمر لبيتنا الأبدي، أنا مازلت أتعلم، بالزبط مثلما يعلمني الرب كيف أحيا عملياً في هذه المرحلة من الانتظار الفعال في فترة الخطوبة الطويلة. لكن أفكر أنه من الآمن أن أقول، حيث أن الرب لديه رغبة بأن نحيا كل يوم في هذه الحالة من الاستعداد لعودته، إن روحه سوف يزودنا بالقوة والمشورة التي نحتاجها لعمل ذلك.
هو آتٍ. نحن لا نعلم متى، لكننا نعلم أنه آتٍ. لذا لا ننتظر حتى اللحظة الأخيرة لكي نستعد لعودته. بقوته، سلامه، وحكمته، فلنكن دائماً مستعدين لذلك اليوم و الأبدية الآتية. و ما أعظمه من يوم سيكون.
أحب أن أسمع من أولئك الذين درسوا كلمة الرب - ما هو رأيك في كيفية العيش على استعداد يومياً لعودة المسيح؟
كتب من قبل أوليفيا باشا. ترجم من قبل ليلى عطالله. تعديل من قبل حنين باشا.
This post was first published in 2020. To see the original English version, click here.
هذا المنشور تم نشره أولا في 2020. لرؤية النسخة الإنجليزية الأصلية إضغط هنا.
No comments:
Post a Comment