حياتنا تدور حول اسئلة. إن قضاء نصف ساعة مع طفل كافياً لتذكيرنا بهذا الواقع. الأسئلة من أفواه الصغار كثيرة التكرار بحيث تكرار واحد تلو الآخر أصبح نمطي بين نظائرنا الأصغر سناً، لكن، إن كنا صادقون، علينا أن نعترف بأنه بينما
.نتقدم في السن، نحن أيضا لدينا الكثير من الأسئلة
ربما لا نعبر عن اسئلتنا بشكل متكرر كما كنا نعمل سابقاً عندما كان كل شيء جديداً و غير معروفاً لنا, لكن بالتأكيد مازال لدينا اسئلة. كيف لي ان اجعل هذا ينجح؟ كم من الوقت سوف احتاج لكي افعل هذا و ذاك؟ أين ذلك؟ من عرف؟ متى تم اختراع هذا و ذاك؟ لماذا لم يستجب هذا و ذاك بالطريقة التي فكرت بها؟ ماذا حدث؟ مع من يجدر بي التكلم بخصوص هذه المشكلة؟ لماذا حدث هذا؟
لكن من بين كل الأسئلة التي تدور في أذهاننا يومياً, يوجد هناك سؤال واحد في غاية الأهمية. في الواقع, سوف اتمادى
.بعيدا بالقول أن هذا السؤال هو أهم سؤال يمكننا أن نسأله، لأن آثاره على حياتنا هي الأعمق في طبيعتها
حرفيا هو سؤال بسيط جداً—فقط ثلاث كلمات, وبالأحرى كلمات قصيرة. لكن من الناحية المفاهيمية، إنه سؤال يحمل في داخله ثقل المعنى—أي معنى ذو تأثير عظيم. بالإضافة إلى ذلك، يتضح أن هذا السؤال يمكننا إيجاده في الكتاب المقدس.
...لذا لنلقي نظرة
سفر خروج الاصحاح الخامس يتحدث عن تاريخ شعب إسرائيل عندما كانوا على أعتاب الخلاص من اربعمئة سنة من العبودية للمصريين. موسى, اليهودي الذي تربى على يد أسرة ملكية مصرية و هرب من الأمة بعد أن ارتكب جريمة قتل، قد تقابل مع الله في البرية و قد أعطي مهمة الرجوع إلى أرض مصر لمواجهة فرعون و مطالبته بتحرير
.الإسرائيليين
بمصاحبة أخيه هارون، موسى يفعل ما طلبه الله بالتحديد، كما نرى في خروج ١:٥ عندما يقول، «هَكَذَا يَقُولُ ٱلرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيُعَيِّدُوا لِي فِي ٱلْبَرِّيَّةِ». إستجابة فرعون لهذا الأمر كان بأن يطرح سؤالاً—كمان ظننتم—أهم سؤال
.على الإطلاق: «مَنْ هُوَ ٱلرَّبُّ حَتَّى أَسْمَعَ لِقَوْلِهِ فَأُطْلِقَ إِسْرَائِيلَ؟» (اَلْخُرُوجُ 5:2)
من هو الرب؟
مع ذلك, فإن فرعون هو ليس الوحيد الذي يسأل هذا السؤال. متقدمين بالزمن سريعا بعد تقريبا الف و خمسمئة سنة، لنصل إلى سفر لوقا متحدثا عن فترة حياة المسيح يسوع على الأرض. يسوع، بكونه إنساناً، كان نائماً في سفينة كانت تنقله هو و تلاميذه عبر بحيرة. في أثناء ذلك، حدثت عاصفة مع رياح شديدة السرعة مسببتان امواج عنيفة التي بدأت تملأ القارب. خوفاً على حياتهم، أيقظ التلاميذ يسوع مع علامات تعجب تدل على موت وشيك. لذا يسوع, بكونه ربا، أمر الرياح و الأمواج بأن تهدأ، و بالفعل لقد هدأوا، مما تسبب بجعل التلاميذ يقولون بخوف و دهشة، «مَنْ هُوَ هَذَا؟ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ
.ٱلرِّيَاحَ أَيْضًا وَٱلْمَاءَ فَتُطِيعُهُ!» (لُوقَا ٢٢:٨-٢٥)
من هذا؟
في كلا الحدثين، السؤال كان نفسه، لكن الاستجابات كان مختلفة، كما اختلفت الوضعيات من حيث تم طرح السؤال. لننظر، فرعون قد سبق وقرر الجواب لهذا السؤال في قلبه قبل أن ينطق به بصوت عالٍ. نبرة صوته كانت مشابهة لنبرة جليات، الذي سخر من داود، «أَلَعَلِّي أَنَا كَلْبٌ حَتَّى أَنَّكَ تَأْتِي إِلَيَّ بِعِصِيٍّ؟» (صَمُوئِيلَ ٱلْأَوَّلُ 17:43). بالنسبة لفرعون,الرب لم يكن صاحب أي سلطة عليه—أو لم يكن له أي حق بافتراض السلطة عليه. فرعون قد أخذ قراراً بأن هذا
.الإله (يهوه) لم يكن مستحقا الطاعة أو حتى الاحترام. لم يكن الله بالنسبة له مهما بما فيه الكفاية ليتم أخذه بعين الاعتبار
أما بالنسبة للتلاميذ فقد أظهروا فضول أكثر أصالة و رهبة عند طرحهم السؤال. لقد أدركوا أن يسوع كان صاحب سلطة على الخليقة نفسها، وكما تكمل قصتهم بالانكشاف في الأناجيل، نراهم يصلون إلى الاستنتاج النهائي بأن يسوع هو المسيا الموعود، إبن الله ( لننظر في سفر مَتَّى ١٥:١٦-١٦). لقد قرروا بأن يسوع هذا كان مستحقا العبادة و تقديم حياتهم من
.أجله
الأن، وبعد ألف سنة أخرى، يواجهنا نفس السؤال. من هو الله؟ و من هو يسوع؟ لقد وضع الرب الجواب لهذا السؤال بكل لطف في الكتاب المقدس، لكن القرار يرجع لنا لنحدد إن كنا نصدق أو لا نصدق الجواب على أنه الحقيقة—و أن ندرك
.بأن أجوبتنا تؤثر على حياتنا
.هل نؤمن بأنه هو "مَلِكُ ٱلْمَجْدِ"(اَلْمَزَامِيرُ ٨:٢٤)؟ إن كنا نؤمن بذلك، فإذن نكرمه
هل نؤمن بأنه هو "ٱلْأَلِفُ وَٱلْيَاءُ، ٱلْبِدَايَةُ وَٱلنِّهَايَةُ [...] ٱلْكَائِنُ وَٱلَّذِي كَانَ وَٱلَّذِي يَأْتِي، ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ" (رُؤْيَا يُوحَنَّا ٨:١)؟ إن كنا نؤمن بذلك، فإذن نعبده—و إن كنا نؤمن بذلك، فإذن نستطيع أن نستريح في معرفة أنه مسيطر على كل
.الأمور، دائماً كان، و دائماً سيكون
.هل نؤمن أنه هو "خُبْزُ ٱلْحَيَاةِ" (يُوحَنَّا ٣٥:٦)؟ إن كنا نؤمن بذلك، فإذن تستطيع نفوسنا أن تشبع منه
هل نؤمن أنه هو "حَمَلُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ ٱلْعَالَمِ" (يُوحَنَّا ٢٩:١)؟ إن كنا نؤمن بذلك، فإذن نحن نستطيع أن نثق به من
.أجل خلاصنا و غفران خطايانا
كتاب المسيحية المجردة للكاتب س.س لويس يشمل فقرة التي بالعادة يتم تلخيصها بأنها تقول أن يسوع هو اما كاذب او مجنون او رب. حيث أنه ادعى بعدة اشياء محددة عن نفسه, و اما كان غير صادقا بهذه الادعاءات, مجنونا, او كان على
.حق. نحن نتواجه مع هذه الادعاءات ونقرر ماذا سنفعل معها
هل سنتجاهلها, و نعيش حياتنا لأنفسنا و نبقى نسعى بقوانا في كل يوم حتى يمر؟ هل سنحذفها, قائلين لأنفسنا أننا لن نستجيب لأحد أو أننا هنا فقط لكي نسعد بقدر المستطاع و ليس لأي سبب اخر؟ أو هل سنقبلها, مدركين أن قوة الله المطلقة و قداسته تعني أننا لن نستطيع التواجد في محضره بدون بعض التدخل الخارجي, و أن عدالته الكاملة تطالب بالعقوبة التي دفعها مقابل المظالم التي ارتكبناها بحقه, و أن رحمته العظيمة و محبته الامتناهية منحتا لنا طريق للوقوف في محضره من خلال الحياة المثالية, الموت البديلي, و القيامة الانتصارية لابن الانسان وابن الله, يسوع المسيح؟
السؤال "من هو يسوع/ الله ؟" هو في غاية الأهمية لأن له تأثيرات مباشرة على حياتنا و تأثيرات أبدية لأرواحنا. و
السؤال "من هو يسوع/ الله ؟" هو في غاية الأهمية لأن له تأثيرات مباشرة على حياتنا و تأثيرات أبدية لأرواحنا. و
.اجاباتنا تحدد لمن و لماذا نعيش, ماذا نقدّر اكثر شئ, كيف نأخذ اي قرار في حياتنا, و ما هو قدرنا عندما نموت
اليوم, يسوع يسأل كل واحد مننا, "من تقول اني أنا؟" (متى 15:16). ماذا ستكون استجابتنا؟
اليوم, يسوع يسأل كل واحد مننا, "من تقول اني أنا؟" (متى 15:16). ماذا ستكون استجابتنا؟
كتب من قبل أوليفيا باشا. ترجم من قبل ليلى عطالله. تعديل من قبل حنا باشا.
هذا المنشور تم نشره أولا في 2017. لرؤية النسخة الإنجليزية الأصلية إضغط هنا.
This post was first published in 2017. To see the original English version, click here.
No comments:
Post a Comment