هل سبق و ذكرك حدوث أمر ما بكونه استجابة لصلاة نسيت انك قد صليتها في السابق؟ كانت هذه احدى تجاربي في الأسبوع الماضي و ليست أول مرة اجتاحني بها هذا التفكير. لكن الشيء المختلف في هذه المرة هو شعوري بنوع من الإحباط في مسيرتي برفقة الرب يسوع والصلاة التي صليتها قبل أسابيع لم تكن صادرة من القلب. فعندما استجاب الرب بوضوح لصلاتي و بلطف ذكرني بطلبتي، كان هذا بمثابة تشجيع لي بأنه يعرف كل شيء و بكون صلاتي دائما أمامه وأنه حاضر في حياتي.
فبينما كنت اتعجب من جوهر الله فكرت بما كان يسبب لي الاحباط مؤخرا. لقد ازداد وضوح خطيتي و ضعفي بالنسبة لي و في حين فسر العديد من علماء اللاهوت لهذا على أنه ما يميز المؤمن الحقيقي -و هو ازدياد الوعي باحتياجنا للنعمة-
إذا فيجب أن يكون بمثابه تشجيع لي، إلا أن كثيرا ما يبدو بأنه خلال عملية التقديس (وهي تشبهنا اكثر بالرب يسوع ) نتراجع إلى الوراء بعد إحراز تقدم معين. فكيف يمكن للرب أن يتحلى معي بالصبر؟
فبالاضافة الى ذلك ، كنت اتصارع مع الاشياء التي نحن مدعوون لفعلها كاتباع الرب،ليس مع الاشياء نفسها بل بكيفية فعلها. فعلى سبيل المثال، لنتحدث عن مشاركة الإنجيل. التحدث عن الإنجيل يتطلب مني الكثير من الجهد، فأستطيع الكتابة عنه طيلة اليوم لكن التحدث عنه هو قصة مختلفة. فلن أشارك الإنجيل شفويا ان لم أبذل جهدا لفعل ذلك و هذا الجهد الذي يتطلبه تعمد الحديث عن الرب يسوع على الملأ يشعرني بأنني احاول فعل ذلك لوحدي و كفرض على كونه نابع من قوة الروح القدس و من تدفق قلب متغير و مفعم بالحماس.
نعرف كمسيحيين بان كوننا اشخاص صالحين لا يخلصنا بل أننا بعد الخلاص نصبح صالحين (مقدسين)
و مع كون هذه القداسة لا تتوقف على أفعالنا بل على من نحن ( تغيير قلوبنا من قبل الله) ، لكن نحن مطالبين بوضوح كمسيحيين لفعل أشياء تتطلب مجهودا من طرفنا.
فما هو الخط الفاصل بين بذل المجهود المطلوب (كشيء جيد) و بين محاولة عيش حياة مقدسة بقوتنا الخاصة ( كشيء ليس جيد تماما)؟ انني بعد ابحث عن اجابة لهذا السؤال ، لكن ما شجعني خلال مصارعتي مع سؤال نفسي باستمرار " لماذا و كيف تفعلين هذا و ذاك؟" هو أن التقديس عملية و أن الله صبور.
استمعت لفيديو في يوم ما قبل عدة شهور من متكلم يتحدث عن التقديس (لو عرفت هويته كنت بالتأكيد قد ذكرته).و تناول الواقع الذي اشرت له سابقا وهو مساعدة الله لنا لنتغلب على نمط خطيئة معينة في حياتنا ليكشف لنا لاحقا عن نمط آخر .
وأقر بان مواجهتنا المستمرة للمزيد و المزيد من النواحي في حياتنا التي لا تتوافق مع مشيئة الله هو أمر محبط و مخيب للأمل. ثم وضح أن الطبيعة التدريجية للتقديس هي دليل على رحمة الله. فقال إن تعرضنا لحقيقة فسادنا كاملة ذات مرة سوف تنسحق قلوبنا حتى الموت و لن نستطيع تحملها. و الله يعرف هذا و برحمة اختار بعطفه و لطفه أن يكشف لنا تدريجيا عن الطرق التي لا يحصى لها التي لا نرتقي بها إلى المستوى المطلوب.
فبدلا من ان نصبح مثقلين باحساس كبير من الفشل في كل مرة نواجه فيها ناحية غير مقدسة اخرى في حياتنا ،يمكن أن نتشجع بأن الله بنفسه يعمل فينا حسب توقيته المناسب لتنميتنا و تشكيلنا بشكل تدريجي و بصبر و ثبات لنتشبه به أكثر من تشبهنا بالشرير. و بإدراك هذا، نستطيع تحمل التشذيب المؤلم و الصقل الذي يقدسنا و نختبر خلال هذا كله فرح عميق و باق.
كتب من قبل أوليفيا. ترجم من قبل سديم.
هذا المنشور تم نشره أولا في 2016. لرؤية النسخة الإنجليزية الأصلية إضغط هنا.
This post was first published in 2016. To see the original English version, click here.
No comments:
Post a Comment