كثيراً ما نسمع من يدعونا إلى أن يكون لدينا ذهنيّة الامتنان –سلوك قائم على الامتنان– حتى أصبح هذا الكلام مألوف ومتكرر لدرجة أن معناه الحقيقي قد يضيع، بل وأحياناً يبدو مُبتذل. ولكن هذا الكلام يحمل الكثير من الحقيقة، خصوصاً لأتباع يسوع المسيح. فنحن كمسيحيين مدعوون لأن نكون شاكرين في كل حين، وهذا يتطلب أكثر من مجرد قول كلمة "شكراً". يجب أن نتميّز بعقلية ممتنّة، ليس خلال أسبوع واحد من السنة فقط، بل يوماً بعد يوم.
إليكم بعض الأفكار للحفاظ على ذهنيّة الامتنان حيّة طوال العام:
1) اكرز الإنجيل لنفسك كل يوم:
الإنجيل—الخبر السار عن حياة يسوع الكاملة والمثالية، وموته الكفاري، وقيامته الغالبة من بين الأموات—هو حياتنا بذاتها. فهو ليس مجرد أساس إيماننا، بل هو جوهره، مُذَكِّراً إِيَّانَا بمن هو الله ومن نحن، وبماذا فعله الله، وما يفعله الآن، وما سيفعله من أجلنا. وعندما ندع هذه الحقائق تستقر بعمق في قلوبنا وعقولنا، يصبح من المستحيل ألّا نكون شاكرين.
2) احفظ آيات عن الشكر:
إحدى الأشياء التي تساعدنا في كرازة الإنجيل لأنفسنا كل يوم هو ترسيخ كلمة الله في عقولنا. فكامل الكتاب المقدس يعطينا سبباً لأن نكون شاكرين ولكن هناك العديد من الآيات التي تذكر الشكر بالتحديد. والروح القدس، بطريقته المثالية، يأخذ بذور الكتاب المقدس التي زرعناها ويجعلها تؤتي ثمارها {يجعلها مفيدة} من خلال استحضارها إلى عقولنا في أمس حاجتنا إليها. فحفظ الآيات عن الشكر سيؤدي إلى توسيع وتعميق فهمنا للشكر بينما نتأمل في حقيقة كلمة الله.
إليك بعض الآيات لتبدأ بها:
اَلْمَزَامِيرُ 9: 1 "أحمَدُ الرَّبَّ بكُلِّ قَلبي. أُحَدِّثُ بجميعِ عَجائبِكَ."
اَلْمَزَامِيرُ 28: 7 "الرَّبُّ عِزّي وتُرسي. علَيهِ اتَّكلَ قَلبي، فانتَصَرتُ. ويَبتَهِجُ قَلبي وبأُغنيَتي أحمَدُهُ"
اَلْمَزَامِيرُ 57: 9 "أحمَدُكَ بَينَ الشُّعوبِ يا رَبُّ. أُرَنِّمُ لكَ بَينَ الأُمَمِ."
اَلْمَزَامِيرُ 75: 1 "نَحمَدُكَ، يا اللهُ نَحمَدُكَ، واسمُكَ قريبٌ. يُحَدِّثونَ بعَجائبِكَ."
اَلْمَزَامِيرُ 79: 13 "أمّا نَحنُ شَعبُكَ وغَنَمُ رِعايَتِكَ نَحمَدُكَ إلَى الدَّهرِ. إلَى دَوْرٍ فدَوْرٍ نُحَدِّثُ بتسبيحِكَ "
اَلْمَزَامِيرُ 97: 12 "افرَحوا أيُّها الصِّدّيقونَ بالرَّبِّ ، واحمَدوا ذِكرَ قُدسِهِ ."
اَلْمَزَامِيرُ 106: 1 "هَلِّلويا. اِحمَدوا الرَّبَّ لأنَّهُ صالِحٌ، لأنَّ إلَى الأبدِ رَحمَتَهُ. "
اَلْمَزَامِيرُ 111: 1 "هَلِّلويا. أحمَدُ الرَّبَّ بكُلِّ قَلبي في مَجلِسِ المُستَقيمينَ وجَماعَتِهِمْ. "
كورِنثوسَ الأولَى 15: 57 "ولكن شُكرًا للهِ الّذي يُعطينا الغَلَبَةَ برَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ. "
كورِنثوسَ الثّانيةُ 2: 14 "ولكن شُكرًا للهِ الّذي يَقودُنا في مَوْكِبِ نُصرَتِهِ في المَسيحِ كُلَّ حينٍ، ويُظهِرُ بنا رائحَةَ مَعرِفَتِهِ في كُلِّ مَكانٍ."
'كورِنثوسَ الثّانيةُ 9: 15 "فشُكرًا للهِ علَى عَطيَّتِهِ الّتي لا يُعَبَّرُ عنها ."
أفَسُسَ 5: 4 "ولا القَباحَةُ ولا كلامُ السَّفاهَةِ والهَزلُ الّتي لا تليقُ ، بل بالحَريِّ الشُّكرُ. "
أفَسُسَ 5: 18، 21 "ولا تسكَروا بالخمرِ الّذي فيهِ الخَلاعَةُ، بل امتَلِئوا بالرّوحِ، 'مُكلِّمينَ بَعضُكُمْ بَعضًا بمَزاميرَ وتَسابيحَ وأغانيَّ روحيَّةٍ، مُتَرَنِّمينَ ومُرَتِّلينَ في قُلوبكُمْ للرَّبِّ. شاكِرينَ كُلَّ حينٍ علَى كُلِّ شَيءٍ في اسمِ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ ، للهِ والآبِ. خاضِعينَ بَعضُكُمْ لبَعضٍ في خَوْفِ اللهِ ."
فيلِبّي 4: 5-6 "ليَكُنْ حِلمُكُمْ مَعروفًا عِندَ جميعِ النّاسِ. الرَّبُّ قريبٌ . لا تهتَمّوا بشَيءٍ ، بل في كُلِّ شَيءٍ بالصَّلاةِ والدُّعاءِ مع الشُّكرِ، لتُعلَمْ طِلباتُكُمْ لَدَى اللهِ."
كولوسّي 1: 11-12 "مُتَقَوّينَ بكُلِّ قوَّةٍ بحَسَبِ قُدرَةِ مَجدِهِ، لكُلِّ صَبرٍ وطول أناةٍ بفَرَحٍ ، شاكِرينَ الآبَ الّذي أهَّلَنا لشَرِكَةِ ميراثِ القِدّيسينَ في النّورِ"
كولوسّي 3: 17 "وكُلُّ ما عَمِلتُمْ بقَوْلٍ أو فِعلٍ، فاعمَلوا الكُلَّ باسمِ الرَّبِّ يَسوعَ ، شاكِرينَ اللهَ والآبَ بهِ ."
كولوسّي 4: 2 "واظِبوا علَى الصَّلاةِ ساهِرينَ فيها بالشُّكرِ"
تسالونيكي الأولَى 5: 18 "اشكُروا في كُلِّ شَيءٍ ، لأنَّ هذِهِ هي مَشيئَةُ اللهِ في المَسيحِ يَسوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ."
رؤيا يوحَنّا 7: 11-12 "وجميعُ المَلائكَةِ كانوا واقِفينَ حَوْلَ العَرشِ ، والشُّيوخِ والحَيَواناتِ الأربَعَةِ، وخَرّوا أمامَ العَرشِ علَى وُجوهِهِمْ وسَجَدوا للهِ قائلينَ: «آمينَ ! البَرَكَةُ والمَجدُ والحِكمَةُ والشُّكرُ والكَرامَةُ والقُدرَةُ والقوَّةُ لإلهِنا إلَى أبدِ الآبِدينَ. آمينَ!»."
3) خميس الامتنان… يوم نتذكّر فيه بركات الربّ:
في عام 2015 ابتدأت تطبيق فكرة "خميس الذكريات" وكنت أنشر في كل يوم خميس على وسائل التواصل الاجتماعي، صورة من أيام أو سنوات قد مضت عن أمر أو شخص كنت ممتنة له، مع فقرة توضيحية قصيرة. منحني هذا الفرصة للتعبير عن الشكر بشكل علني، وأيضاً جعل الامتنان فعل واعي أقوم به في كل أسبوع. وساعد في جعل الشكر صفة مميزة لتفكيري بينما كنت أتأمل فيما سأقوم بنشره في كل أسبوع.
يمكنك إضافة لمستك الخاصة لهذه الفكرة أيضاً. ليس من الضروري أن تكون عبارة عن نشر صورة—ولا حتى نشر أي شيء على الإطلاق. بدلاً من ذلك، يمكنك الكتابة في مذكرتك، أو ببساطة جعلها جزء من روتينك في كل يوم خميس بأن تتأمل في ماضيك القريب والبعيد وتشكر الله على العطايا التي منحك إياها، سواء كانت مادية أو روحية.
4) عبر عن امتنانك للآخرين:
في النهاية، نعلم أن 'كُلُّ عَطيَّةٍ صالِحَةٍ وكُلُّ مَوْهِبَةٍ تامَّةٍ هي مِنْ فوقُ، نازِلَةٌ مِنْ عِندِ أبي الأنوارِ، الّذي ليس عِندَهُ تغييرٌ ولا ظِلُّ دَوَرانٍ . 'يَعقوبَ 1: 17، بمعنى أن الله هو المحور النهائي لشكرنا. ولكن من الجيد أيضاً أن نعبر عن شكرنا للآخرين في حياتنا، حتى مع اعترافنا بأن الله هو الذي سمح بتقاطع طرقهم مع طرقنا، سواء كان ذلك من خلال كتابة ملاحظة، أو إجراء مكالمة هاتفية، أو القيام بشيء ما ملموس كطريقة لقول كلمة "شكراً؛ أنا ممتن لك"، هناك العديد من الطرق للتعبير عن الشكر. كن مبدعاً، وابحث عن الفرص لتقديم هدية الامتنان.
يمتد عبر كل هذه الأمور موضوع الإنجيل. ذكرتُ سابقاً أنه مع فهمنا للإنجيل، يصبح من المستحيل ألا نكون شاكرين، ولكن من الجدير بالذكر أنه بدون الإنجيل، يصعب أن نكون شاكرين. حتى كمؤمنين، لا يزال الجسد يحارب الروح، ويدفع إلى الرؤية الضيقة {المنظور المحدود} للأنانية. فلا نتمكن من فهم صلاح الله وتحويل الفكر من هموم هذا العالم إلى البركات العديدة التي نتمتع بها في المسيح إلا عندما نتبَع الروح.
أرجو وأصلي أن يُنمّي الروح فيكم ذهنية امتنان بينما تتأملون داخلياً في الإنجيل وكلمة الله، وبينما تعبرون عن امتنانكم خارجياً للآخرين ولله ذاته.
كتب من قبل أوليفيا. ترجم من قبل سديم. تعديل من قبل حنين باشا.
This post was first published in 2016. To see the original English version, click here.
هذا المنشور تم نشره أولا في 2016. لرؤية النسخة الإنجليزية الأصلية إضغط هنا.
