Wednesday, July 23, 2025

الثقة بالله عندما تبدو الطاعة أنها تزيد الأمور سوءاً

العديد من الناس على علم بما حدث في سفر خروج عندما حرر الله شعب إسرائيل من العبودية في مصر، لكن غالباً ما تقتصر الرواية على العناوين العريضة، فنقفز من مشهد العليقة المشتعلة إلى الضربات، ثم إلى شق البحر الأحمر. لذا، لنتوقف ونتأمل بعمق في تسلسل الأحداث…

بعدما قتل موسى الرجل المصري وهرب للبرية، التقى بالله عند العليقة المشتعلة وتلقى أمر العودة إلى مصر ومواجهة فرعون والمطالبة بإطلاق سراح بني إسرائيل من عبوديتهم التي استمرت 400 عام. أطاع موسى أمر الله، ولكن بعد أن جادله في شأن عدم كفاءته لهذا الدور البارز، ثم جمع عائلته وانطلق عائداً إلى مصر.

الحدث المحوري التالي البارز الذي ننتقل له في القصة هو الضربات التي أرسلها الله على المصريين عندما قام فرعون أكثر من مرة برفض سماع أوامر الله كما نقلها له موسى وأخوه هارون (كما كان متوقعاً إذ أن الله أنذر موسى مسبقاً بأن هذا سيحدث). وفي نهاية المطاف، وبعد الفصح الذي وفّر فيه الله وسيلة خلاص لبني إسرائيل من ملاك الموت الذي قضى على كل بكر من الذكور، سمح فرعون أخيراً للإسرائيليين بالخروج. لكن ذلك لم يتم دون أن يتراجع مجدداً عن قراره، فلاحقهم حتى البحر الأحمر، حيث شقّ الله البحر ليعبر بنو إسرائيل بأمان، ثم أغرق جيش فرعون في المياه.

ولكن ما بين العليقة المحترقة والضربات هناك الإصحاح الخامس من خروج، والذي يحوي درس مهم إذا ما توقفنا عنده وقت كافي للتمعن. كان موسى وأخوه هارون في زيارتهم لفرعون ليطلبوا إذن للإسرائيليين ليذهبوا للبرية ليقدموا الذبائح للرب. في ذلك الوقت، كان فرعون يُكلِّف بني إسرائيل بمهمة شاقة للغاية وهي صناعة اللِّبْن من التِبْن الذي كان يُوفَّر لهم (صناعة الطوب من القش، بحيث أن المصريين كانوا يوفرون القش للإسرائيليين). قد رأى فرعون أن طلب الإخوة هو حيلة تهدف إلى إعفاء عبيده من الأعمال المجبرين عليها لعدة أيام. ورداً على ذلك، لم يرفض فرعون الطلب فحسب، بل أمر بأن يُجبَر بنو إسرائيل على جمع التِبْن بأنفسهم، مع إبقاء نفس الكمية اليومية من اللِّبْن.

الإسرائيليين كانوا غاضبين وقد صبوا جام غضبهم على موسى وهارون: "فَقَالُوا لَهُمَا: «يَنْظُرُ الرَّبُّ إِلَيْكُمَا وَيَقْضِي، لأَنَّكُمَا أَنْتَنْتُمَا رَائِحَتَنَا فِي عَيْنَيْ فِرْعَوْنَ وَفِي عُيُونِ عَبِيدِهِ حَتَّى تُعْطِيَا سَيْفًا فِي أَيْدِيهِمْ لِيَقْتُلُونَا»." (خروج 5: 21). كان قد عاد موسى ليطلق شعبه وبدلاً من ذلك وجد أن تصرفاته –التي كانت طاعة لله– قد جلبت له صعوبات أعظم. كيف يمكن أن يعقل ذلك؟ الطاعة يجب أن تجلب البركة، أليس ذلك؟

لقد فعل موسى ما يمكن لأي شخص أن يفعله في هذا الموقف. لقد عمل ما طلب الله منه، والآن الناس الذين كان يحاول مساعدتهم انقلبوا عليه لذا "رَجَعَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ، لِمَاذَا أَسَأْتَ إِلَى هذَا الشَّعْبِ؟ لِمَاذَا أَرْسَلْتَنِي؟ فَإِنَّهُ مُنْذُ دَخَلْتُ إِلَى فِرْعَوْنَ لأَتَكَلَّمَ بِاسْمِكَ، أَسَاءَ إِلَى هذَا الشَّعْبِ. وَأَنْتَ لَمْ تُخَلِّصْ شَعْبَكَ»." (خر 5: 22-23).لا أعلم عنك ولكن بالنسبة لي هذا بالضبط ما يمكنني قوله إذا فعلت ما طلبه مني الرب ووجدت أن له تأثير عكسي لما توقعته.

اليوم، لدينا ميزة أننا نعرف ما حدث بعد ذلك، ونعلم كيف وفى الله بوعده وخلّص بني إسرائيل من العبودية. لكن من المهم ألا نقفز مباشرة إلى نهاية القصة، بل أن نتأمل في نهاية الإصحاح الخامس. لقد أطاع موسى، وتحمل مخاطرة كبيرة، ومرّ باضطرابات هائلة ليقوم بما أمره الله به. ومع ذلك، وجد نفسه أمام واقع لا يشبه أبداً ما وعده الله به. لم يكن هناك خلاص، بل ازداد الظلم سوءاً. كان من السهل عليه في تلك اللحظة أن يستسلم، وأن يدير ظهره لله، ويقول: "لا جدوى من الاستمرار، من الواضح أنني كنت مخطئ في ظني أن الأمور ستتحسن." لكن موسى، حين حمل شكوكه وإحباطه إلى الله، أبقى قلبه مفتوحاً ليسمع إجابة.

بعدما واجه موسى الرب قائلاً " أَنْتَ لَمْ تُخَلِّصْ شَعْبَكَ" (خر 5: 23)، جاء ردّ الله بكلمة لافتة: "الآن". "فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «الآنَ تَنْظُرُ مَا أَنَا أَفْعَلُ بِفِرْعَوْنَ. فَإِنَّهُ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ يُطْلِقُهُمْ، وَبِيَدٍ قَوِيَّةٍ يَطْرُدُهُمْ مِنْ أَرْضِهِ» (خر 6: 1). لم يكن الأمر أن الله قد أخلف وعده، بل إن عمله لم يكن قد اكتمل بعد. 

عندما ظهر الله لموسى في العليقة المشتعلة (خروج 3)، أخبره أن فرعون لن يسمح بخروج الشعب في البداية. وأثناء الطريق إلى مصر (خروج 4)، أنذره الله بالضربة الأخيرة وهي موت بكر فرعون. لكن الله لم يحدد توقيت حدوث هذه الأمور. لم يعطِ الرب وعد بأن الأمور لن تزداد سوءاً قبل أن تتحسن، وكان على موسى أن يثق بأن ما أعلنه الله سيحدث.

الرب برحمته التقى مع موسى عند نقطة الشك وذكّره بعلاقته الطويلة مع الشعب بدءاً من إبراهيم وإسحق ويعقوب. تكلم الرب مع موسى بصيغة الماضي "وَأَنَا ظَهَرْتُ .."، "أَقَمْتُ مَعَهُمْ عَهْدِي .." وبصيغة الحاضر "أَنَا الرَّبُّ .." وبصيغة المستقبل "وَأَنَا أُخْرِجُكُمْ .." و"أُنْقِذُكُمْ .." و"أُخَلِّصُكُمْ .." مؤكداً له عظمة قدرته وأمانته عبر العصور، ومبيناً له أنه حلقة صغيرة ضمن قصة كبرى تحكي علاقة الله بالإنسان (خروج6 :2-8). مع هذا التذكير عزّز الرب إيمان موسى، فاختار أن يستمر في السير بطاعة لله، رغم أن بني إسرائيل لم يقتنعوا بكلامه (خروج 6: 9). ومع ذلك، اختار أن يثق بالله ويأخذ كلامه على محمل الجد.

من خلال ما جاء في تيموثاوس الثانية 3: 16، نعلم أن "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ نَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ". لا يسعني إلا أن أعتقد أن الأهداف من إدراج الإصحاحين الخامس والسادس من سفر الخروج هم مساعدتنا على النمو في الإيمان، تذكيرنا بأمانة الله في وعوده، وتشجيعنا عندما تبدو الأمور وكأنها تزداد سوءاً بعد الطاعة. خطة الله لا يمكن أن تفشل. وأمانته لا تتزعزع. دورنا أن نبقى ثابتين في الطاعة، مهما كانت العواقب، لكي نعكس صلاح الله، ومجده، وصدق وعوده أمام العالم.

كتب من قبل أوليفيا باشا. ترجم من قبل ميس سلفيتي. تعديل من قبل حنين باشا.

.This post was first published in 2021. To see the original English version, click here

هذا المنشور تم نشره أولا في 2021. لرؤية النسخة الإنجليزية الأصلية إضغط هنا.

 Leila Coblentz :المصدر  
.سمح بالنشر

Wednesday, June 18, 2025

قلب سعيد

عندما كنت طفلة، كانت هناك خدمة تُدعى Life Action تأتي إلى كنيستنا عدة مرات لتنظيم فعاليات كنسية تمتد لأسبوع كامل. وفي إحدى المرات على الأقل، تم تمديد زيارتهم لأن الله كان يعمل بقوة في وسطنا. في الواقع، من خلال خدمة Life Action تعرّف والداي على الرب بشكل شخصي، وبعد إيمانهما، تعرفت أنا أيضاً على يسوع المسيح وتبعته.

خلال الجلسات المسائية، كان الكبار يحضرون عظات، أما نحن الأطفال فكنا نحصل على دروس ونشاطات خاصة بنا. خلال ذلك الوقت تعلمت تعريف الطاعة بطريقة موسيقية مع حركات بالأيدي، ولذلك مازلت أتذكرها حتى اليوم: "الطاعة هي أن تفعل ما طُلب منك فعله، حين يُطلب منك، بقلب سعيد." إحذف أي جزء من هذه الجملة، ولن يكون لديك طاعة حقيقية.

معظمنا من أطفال التسعينات كنا نعرف أنه إذا طَلب منا أهلنا فعل شيء و لم نفعله، فإذن نحن غير طائعين. لكن الجزء التالي من العبارة كان غير مريح بعض الشيء. إذا قلنا أننا سنفعل الشيء و نوينا فعله، لكن قررنا أن نفعله لاحقاً، بعد أن نكون قد انتهينا من عمل ما كنا منشغلين به في تلك اللحظة، فهذا يُعتبر طاعة غير حقيقية. بكلمات أخرى، الطاعة المتأخرة هي عصيان. أتذكر بعد تعلم ذلك الدرس أنني حاولت تغيير سلوكي من التأجيل إلى الطاعة في الحال أو ببساطة أطلب: "هل بإمكاني أن انتهي من هذا الفصل من الكتاب (أو الأغنية) أولا؟" (لأنه بصراحة، كنت عادةً أقضي وقتي إما بالقراءة أو عزف البيانو عندما كنت اتلقى تعليمات أهلي). في معظم الوقت كان الجواب "نعم"، لكن عندما كان الجواب "لا"، كان لدي الخيار إما أن أتحدى أهلي بعدم الطاعة من خلال التأجيل بكل الأحوال أو التوقف عن ما كنت أفعل وأطيع. اتخاذ الخيار الصحيح لم يكن دائماً سهلا، لكن هذا ما كنت مدعوة لفعله كــوني  ابنة اتبعت يسوع – أن أكرم أبي و أمي. 

ومع أن هذا الجزء كان صعباً، إلا أنه لا يُقارن بصعوبة الجزء الأخير: "بقلب فرح".

صحيح أنني قد أنجح في "فعل ما طُلب مني وقتما طُلب مني"، لكن هل كنت أفعل ذلك بسعادة؟ أم كنت أتذمر في داخلي – أو حتى علناً – لأنني اضطررت إلى التوقف عن هوايتي الممتعة لأفرغ غسالة الصحون أو لأصعد لأجلب شيئًا لأمي؟ الحقيقة المُحرجة هي أنه إذا كنت أفعل المطلوب فقط من دون فرح، فأنا لست طائعة حقاً.

حسناً، ربما تفكر، لكن ما علاقة هذا بي، كشخص ناضج؟ فعلياً،  إنه متعلق بكل شيء. لأننا، مثلما يُطلب من الأطفال طاعة واحترام والديهم الأرضيين، يُطلب منا نحن، أبناء الله من كل الأعمار، أن نُطيعه ونُكرمه. وتعريف الطاعة بالنسبة لنا هو نفسه:

"الطاعة هي أن نفعل ما طُلب منا، وقتما طُلب، بقلب سعيد."


هل كنت تعلم أن الكتاب المقدس فعلياً يتحدث عن القلب عندما يكون الموضوع عن الطاعة؟ اقرأ هذه الكلمات من رومية 6: 16-18، و انظر إن كنت تجدها: 

"ألستم تعلمون أن الذي تقدمون ذواتكم له عبيدا للطاعة، أنتم عبيد للذي تطيعونه: إما للخطية للموت أو للطاعة للبر؟ فشكرا لله، أنكم كنتم عبيدا للخطية، ولكنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها. وإذ أعتقتم من الخطية صرتم عبيدا للبر."

هل لاحظت ذلك؟ "أطعتم من القلب" أي طاعة حقيقية. لكن كيف استطاع مستقبلو رسالة بولس أن يكونوا مطيعين من القلب؟ وكيف نستطيع نحن أن نفعل دائماً ما يقوله الله لنا بقلب سعيد؟ قد أضحي بوقتي، أو أخوض محادثة صعبة، أو أذهب حيث يدعوني الله، لكن هل أنا سعيد بذلك؟ أو أنني اتذمر داخلياً – أو خارجياً أنه علي إيقاف نشاطاتي المريحة والممتعة للقيام بما طلبه الله مني؟

لا أعلم عنك، لكنني أعيش صراع مستمر بين طبيعتي البشرية (الإنسان العتيق) وطبيعتي الجديدة. ومع ذلك، فحقيقة وجود هذا الصراع تُشجعنا. لأنها تعني أن قلبنا الحجري قد استُبدل بقلب جديد (انظر حزقيال 36: 26). قبل التعرف على يسوع، قلبنا غير قادر على الطاعة بسعادة. من الممكن أن نقوم بعمل المطلوب منا بالأفعال، لكن لن نستطيع أن نكون حقاً مطيعين لأن قلوبنا تتجه نحو الأنانية و البر الذاتي. لكن عندما نستسلم للمسيح، يُعطينا قلب جديد، ومن خلال هذا القلب الجديد نستطيع أن نطيعه طاعة حقيقية. نستطيع أن نقول بصدق مع داود: "أن أفعل مشيئتك يا إلهي سررت، وشريعتك في وسط أحشائي" (المزمور 40: 8).

الله لا يطلب منا فقط الطاعة الكاملة. بل ويعطينا بلطفه الأدوات الضرورية للطاعة. هو حرفياً يغير قلبنا ويضع روحه فينا، يجعل من الممكن لنا أن نكون مطيعين حقاً. من خلال قلبنا الجديد، الذي يسكنه الروح القدس، لدينا قوة ساكنة داخلنا قادرة أن تهزم جسدنا المزعج، المتذمر، المماطل وتعطينا القدرة لاختيار الطاعة بعزم وسرور عندما يُطلب منا أمر. إذاً دعونا لا نتجاهل أو نحاول إخماد هذه القوة. فلنقدّر هذا العطية التي صارت ممكنة بحياة يسوع الكاملة، وموته البدلي، وقيامته المنتصرة. قد أُعتقنا من عبودية الخطيئة، فلنبدأ بطاعة الله طاعة كاملة، بقلب سعيد. 

كتب من قبل أوليفيا باشا. ترجم من قبل ليلى عطالله. تعديل من قبل حنين باشا.


This post was first published in 2022. To see the original English version, click here.

هذا المنشور تم نشره أولا في 2022. لرؤية النسخة الإنجليزية الأصلية إضغط هنا.


Eric Eanes :المصدر
سمح بالنشر

Wednesday, May 21, 2025

محبة الله تتجلى في الشريعة

خلال نقاشات تدور حول الكتاب المقدس أو عن الله، في كثير من الأحيان يظهر تباين بين العهد القديم والعهد الجديد، إذ يتم الادعاء بأن كلاً منهما يُظهر جانب مختلف من طبيعة الله. ويعبّر عن هذا التباين غالباً ب الشريعة (الناموس) في العهد القديم مقابل المحبة في العهد الجديد، أو الدينونة في العهد القديم مقابل النعمة في العهد الجديد. 

كون أن دينونة الله تظهر بوضوح في العهد القديم، هل يعني ذلك غياب محبة الله؟ لا اعتقد ذلك. في الحقيقة، هناك أمثلة كثيرة على محبة الله في العهد القديم، بدءاً من وعد الله بمخلص الذي سيرفع اللعنة في سفر تكوين إصحاح 3. ولكنني أعتقد أن أحد مظاهر المحبة الإلهية التي يتم تجاهلها بشكل كبير نجدها في الشريعة نفسها.

لفهم الفكرة بشكل كامل، من المهم أن نتعرف على ثقافة الشرق القديم أي الشعوب التي عاصرت بني إسرائيل. انغمس أهل بلاد ما بين النهرين في منظور عالمي تتعدد فيه الآلهة، وكانوا منشغلون دوماً في إرضاء آلهتهم. اعتقدوا أن الهدف من وجودهم هو ضمان رضا الآلهة، إلا أنهم لم يعرفوا أبداً ما يلزم لضمان رضاهم. وهكذا، كانوا مستعبدين. ولكن يهوه، إله الكتاب المقدس، لم يكتف فقط بالتنازل للتواصل مع شعب إسرائيل، بل بيّن لهم بوضوح تام معاييره شفهياً وكتابياً (تثنية 5: 22)، بدلاً من أن يتركهم في حيرة. 

«إِنَّ هذِهِ الْوَصِيَّةَ الَّتِي أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ لَيْسَتْ عَسِرَةً عَلَيْكَ وَلاَ بَعِيدَةً مِنْكَ لَيْسَتْ هِيَ فِي السَّمَاءِ حَتَّى تَقُولَ: مَنْ يَصْعَدُ لأَجْلِنَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَأْخُذُهَا لَنَا وَيُسْمِعُنَا إِيَّاهَا لِنَعْمَلَ بِهَا؟ وَلاَ هِيَ فِي عَبْرِ الْبَحْرِ حَتَّى تَقُولَ: مَنْ يَعْبُرُ لأَجْلِنَا الْبَحْرَ وَيَأْخُذُهَا لَنَا وَيُسْمِعُنَا إِيَّاهَا لِنَعْمَلَ بِهَا؟ «اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُ الْيَوْمَ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْخَيْرَ، وَالْمَوْتَ وَالشَّرَّ" (تثنية 30: 11- 15). 

بكلمات أخرى، الله جعل الشريعة متاحة لهم، وأعطاهم خياراً واضحاً بدلاً من أن يتركهم لتخمين مصيرهم. ويُظهِر هذا، في نظري، محبة الله. لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد.

كما اتضح جلياً، فإن معيار الله في حفظ وتحقيق الشريعة و "الرجوع إِلَى الرَّبِّ إِلهِكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ" (تثنية 30: 10)، كان شبه مستحيل أن يتحقق دون تدخُّل خارجي. فمهما بذلوا من جهد، لم يستطع بنو إسرائيل أن يلبّوا متطلبات إله قدوس، إذ كانت قلوبهم ميالة إلى التمرّد ومتقسية في اللامبالاة.

وهكذا أصبحت الشريعة تذكير مستمر أن الشعب بحاجة الى مساعدة. وكما كتب بولس في رسالة رومية 7: 7 و3: 20 " بَلْ لَمْ أَعْرِفِ الْخَطِيَّةَ إِلاَّ بِالنَّامُوسِ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ." فلو لم يمنح الله شعبه الشريعة، لما كانوا حتى على وعي بأنهم ماضون نحو انفصال أبدي عنه! ومن خلال إعلانه للشريعة، أظهر الله محبته – فهو أيقظ شعبه لحقيقة أن نفوسهم في خطر شديد. ولكن، مرة أخرى، لا يتوقف الأمر عند هذا الحد.

بعدما أن أعلن الرب عن معاييره وكشف لشعبه عجزهم عن الوصول إليها، وَعَدَ بحل إلهي: "وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا، وَأَجْعَلُ فِي دَاخِلِكُمْ رُوحًا جَدِيدًا، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِهِمْ وَأُعْطِيهِمْ قَلْبَ لَحْمٍ، لِكَيْ يَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِي وَيَحْفَظُوا أَحْكَامِي وَيَعْمَلُوا بِهَا، وَيَكُونُوا لِي شَعْبًا، فَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا." (حزقيال 11: 19-20).

هذا الوعد تحقق في شخص يسوع المسيح، هو الله ذاته الذي تجسد (وُجِدَ في هيئة إنسان) لكي يعيش الحياة التي عجز الجميع عن عيشها — الحياة التي تُحقق تماماً معايير الله. وبعد أن عاش تلك الحياة الكاملة، بذل نفسه — وهو البريء الكامل — وضحّى بها، حاملاً في جسده دينونة الله الكاملة، تلك التي يستحقها كل من أَخفق في بلوغ المعيار الإلهي.

ومن ثم قام من بين الأموات ليقبله الآب السماوي في الأمجاد وليمنح جميع الشعوب ومنهم بني إسرائيل فرصة الحصول على التبرير من خلال حياته الكاملة التي عاشها. لذا، الاعتراف بالعجز عن بلوغ معايير الله – أي الطاعة الكاملة للشريعة – والتخلي عن الطريق الأناني المتكبر، والإيمان بأن حياة الرب يسوع المسيح وموته وقيامته كافية للخلاص، هو الطريق لننال – بقوة الروح القدس – ذاك القلب الجديد الذي يمنحنا أن نعيش وفقاً لمشيئة الله. 

وهكذا أظهر إله الكتاب المقدس – في عهديه القديم والجديد – محبته من خلال إعلانه عن الشريعة، وكشْفِه لحالة نفوس الناس، وتوفيره الطريق لتحقيق معاييره مرة واحد وللأبد. لكن الأكثر روعة هو إدراك أن هذه المحبة لم تقتصر على شعب إسرائيل فقط!

هذه الشريعة أُعلنت لنا أيضاً، ولا تزال تكشف بفعالية عن حالة قلوبنا! كما أن تضحية المسيح، التي استوفت غضب الله تجاه الخطيئة وحققت المعيار الإلهي، لا تزال كافية وفعّالة لخلاصنا. 

ما أعظمها من محبة لا نظير لها! هل اختبرتها أنت شخصياً؟

كتب من قبل أوليفيا باشا. ترجم من قبل ميار مسلّم.  تعديل من قبل حنين باشا.


This post was first published in 2016. To see the original English version, click here.

هذا المنشور تم نشره أولا في 2016. لرؤية النسخة الإنجليزية الأصلية إضغط هنا.




Thursday, April 24, 2025

ضبط النفس لدى مُخلصنا

مثلما يتم دائما الإشارة إلى لوقا الاصحاح الثاني في كل وعظ حول وقت الميلاد، فإن روايات الأناجيل عن الأيام المحيطة بموت يسوع وقيامته تأخذ اهتمام أكثر خلال فترة الفصح. يعظ القساوسة عن العشاء الأخير، عن محاكمة بيلاطس ليسوع، عن الصلب، وعن القيامة المنتصرة لمخلصنا، ولكن خلال الأيام الأخيرة ليسوع هناك خيط لا يتم التأكيد عليه، ولكنه يستحق انتباهنا. انه خيط لطالما لاحظته وشد انتباهي لأنه تذكير صارخ بالفجوة الواسعة الموجودة بين كمال الله ونقصي أنا.

أنا من النوع الذي يحصل على درجات عالية جداً في الفئة "C" (أي "الدقة" أو "الانضباط") في اختبار الشخصية المعروف بـ "DISC"، وهذا يعني أنني أهتم بأدق التفاصيل، ليس فقط بإيجاد الأجوبة، ولكن الصحيحة منها، وأيضاً أرفض الجهل فيّ وفي الأخرين. هل تريد أن تجعلني غاضبة جداً؟ ضعني بموقف يمكنني فيه سماع شخص يسأل سؤال، أعرف الجواب الصحيح عليه أو الأسوأ سماع شخص يجيب بطريقة خاطئة عليه وليس بمقدوري إعطاء الإجابة الصحيحة. خاصة إذا تصرف الأشخاص بطريقة مبنية على معلومات غير صحيحة يمكن أن تضرهم، مثلاً عدم لحاق شخص بالحافلة لأنه اعتقد أن الحافلة تصل الساعة 1:30 بدل الساعة 1:00.

لا تفهموني بطريقة خاطئة، هذه النزعة بالشخصية هي عطية من الله ولا تنقص مني، بل الطبيعة الخاطئة التي ولدت بها هي التي تفعل. هذه الطبيعة الخاطئة هي التي تجعل هذه الخصلة من شخصيتي تتحول لصنع الشر. يمكن لهذه الصفة أن تغذي كبريائي عندما اهتم بكوني على صواب أكثر من أي شيء آخر. تجعلني دفاعية عندما يظن الاخرين انني أخطأت بغض النظر سواء أني أخطأت بالفعل أم لا. وتجعل من الصعب عليّ أن أُظهر ثمار الروح القدس، خاصة في الجزء الذي نطلق عليه ضبط النفس.

بهذا أرى كمال يسوع يضيء بسطوع في الوقت الذي يحيط بموته. اللمحة الأولى لضبط النفس نجدها خلال الوقت الذي تم القبض فيه عليه في بستان جثسيماني. وبَّخ واحد من تلاميذه (محتمل أنه بطرس) لقطعه أذن الرجل في محاولة للدفاع عنه، وسأله سؤالاً استنكارياً " أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ؟” (متى 26: 53). بمعرفته بيسوع، علم بطرس الجواب، بالطبع يستطيع أن يطلب من الله أن ينقذه مما على وشك أن يحدث. ولكن يسوع فعل ذلك ليثبت لبطرس أن هذا الأمر لم يكن جزء من الخطة. كان لديه ضبط النفس ليستسلم لإرادة الآب بدل أن يستخدم قوته ليدافع عن نفسه.

سرعان ما تم القاء القبض عليه واحضاره أمام رئيس الكهنة وباقي المجمع، اتُّهم بشهادة زور بالتجديف." فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هذَانِ عَلَيْكَ؟» وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتًا.؟" (متى 26: 62، 63). لقد بقي صامتاً. لم يتم اتهامه فقط، بل تم اتهامه زوراً. ولم يكن اتهام بخطية صغيرة مثل السرقة أو الكذب، بل كان اتهام بالتجديف. الله نفسه اتُهم بانتهاك ضد الله.

كمثال بسيط توضيحي: أنا أقدّر والديّ من أعماق قلبي، لو تم اتهامي من بعض أشخاص بأني لا أحب والديّ، أو أني لا أنتمي إليهما، أو أكرههما، بالطبع، سأُصرّ على أن هؤلاء الأشخاص مخطئون، وربما سأُسارع إلى تقديم الأدلة التي تُثبت أنهم على خطأ، وأن افتراضاتهم غير منطقية إطلاقاً. ولكن يسوع لم يفعل ذلك. وما جعل صمته مدهش أكثر أنه كان بإمكانه تبرير نفسه إذا تكلم.

هو الإله أرجوكم! هو كامل وقدوس. لم يكن هناك أي أساس لهذه الاتهامات التي كانت ضده. لم يكن هو الطرف المخطئ الذي يحاول أن يجد أعذاراً ليدافع عن تصرفاته للذين يحاكمونه. لا، فإنه كان بالحقيقة بريء وكان بعيد كل البعد عن الخطية التي أُتّهم بها، فحياته كانت تشهد بعكس هذه الاتهامات تماماً. ورغم ذلك بقي صامتاً. لم يدافع عن نفسه. يا له من ضبط نفس!

ولكن رئيس الكهنة لم يتقبل سكوته. وأصرّ أخيراً "فَأَجَابَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ؟»"(متى 26: 63). بعد كل تلك الاتهامات الخاطئة، فُتح الباب الآن على مصراعيه أمام يسوع ليقدم أدلته بكل وضوح. لقد أُعطي فرصة على طبق من ذهب ليقدم للجميع المعلومات الصحيحة. ولكن لم يفعل، لم يدافع عن نفسه. وبدلاً من ذلك أعطى رداً مبهم، لكنه كان كافياً على الأقل لكي يفهم رئيس الكهنة أن يسوع كان يدّعي شيئًا لم يكن الكهنة يؤمنون به عنه. وعليه، انضم الكهنة إلى شهود الزور في اتهام يسوع بالتجديف، وبدأ البصق والضرب.

لم يكن التعنيف الجسدي فقط ما كان على يسوع مواجهته. لقد سخروا منه لأنه ادّعى أنه الله." وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ، قَائِلِينَ: «تَنَبَّأْ لَنَا أَيُّهَا الْمَسِيحُ، مَنْ ضَرَبَكَ؟»" (متى 26: 67 و68).  وأنا أقرأ هذا، كل ما في داخلي يريد أن يقول، "حسناً، تريد أن تعرف من الذي ضربني؟ سوف أخبرك. إنه يوشيا البنّاء ابن لاوي وأليصابات من قرية في شمال القدس". وأُكمل وأُخبر الجميع بكل ما فعله ذلك الرجل لأثبت للجميع كم كانوا مخطئين ولأُثبت لهم أنه الله. ولكن كان يتحلى بقوة أكثر لضبط النفس.

بدلاً من ذلك، تقبَّل الضرب والسخرية وتحمل كل ذلك مرة أخرى أمام بيلاطس، الحاكم الروماني. مزيد من الاتهامات، مزيد من الضرب، مزيد من السخرية. ولكنه بقي بدون دفاع وأكمل طريقه إلى الجبل الذي سوف يصلب عليه. وكأنه لم يكتفِ من المعاناة، استمر الناس بالسخرية منه وهو يُرفع على الصليب " إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ! " (متى 27: 40).  بالطبع كان بإمكانه أن ينزل عن الصليب. كان بإمكانه إنهاء كل شيء بأي لحظة يختارها. وكان سيكون لديه كافة التبريرات لذلك. كان يواجه أعظم ظلم في تاريخ الكون وهو الوحيد البار، الإنسان الكامل كلياً يُعامل كأنه أسوأ المجرمين.

ولكن، وبدلاً من أن ينزل عن الصليب، وبدلاً من أن يدافع عن اسمه، وبدلاً من أن يمحو الجهل الذي كان يحيط به ويترك كل من حوله دون أدنى شك في من يكون، امتلك ضبط النفس الكافي ليصمد حتى النهاية، حتى يتمم الخطة التي وضعها منذ بداية الزمن، كما يجب لها أن تكون. كل الألم الجسدي، كل الألم العاطفي، كل الألم الروحي، وكل العذاب الذي كان من شأنه أن يدفع أيّاً منّا إلى حافة الانهيار والرغبة في تصحيح كل شيء فوراً – لكن لا شيء من هذا مساوياً لقدرته على ضبط النفس.

في الحقيقة، لا ينبغي أن نتفاجأ من ذلك. فثمر الروح القدس يأتي من الروح القدس نفسه (أي من الله)، من جوهر طبيعته الإلهية. وغالباً نربط ثمار الروح القدس بطبيعة الله الصالح، المُحب، ومصدر السلام، لكننا لا نفكر كثيراً في ضبط النفس. ومع ذلك، نرى في هذه المرحلة من حياة يسوع تجلياً واضحاً لعنصر ضبط النفس كجزء من طبيعة الله. ومن خلال إظهاره لهذا الانضباط العجيب، يرينا يسوع مرة أخرى صورة الحياة التي يجب أن يحياها من يسلك على مثاله.

لم يطلب منا أن ندير الخد الآخر أو أن نصبر عندما يكرهنا الآخرون أو يهينوننا بسبب اتباعنا له، دون أن يُرينا كيف نفعل ذلك. بل أرانا بنفسه الطريق. ومن خلال ضبط النفس الذي أظهره في التمسك بالخطة الإلهية، جعل من الممكن لنا أن نصبح أكثر شبهاً به. لأنه بدون موته نيابة عنا، كنا سنظل عالقين في حياتنا البعيدة عن الله، دون أي رجاء في أن نكون يوماً ما أبرار بما يكفي لنقف أمام الله. ولكن بفضل مخلّصنا المملوء بضبط النفس، يمكننا أن نتحرر من تلك القيود المظلمة التي تبعدنا عن الله.

إن لم تكن قد أدركت من قبل مدى اليأس الذي يكتنف الطبيعة البشرية الخاطئة، ومدى الرجاء القوي والثابت الذي لنا من خلال حياة يسوع الكاملة وموته الاستثنائي وقيامته المجيدة، فإنني أصلي أن تأخذ القليل من الوقت لتقرأ واحد من الأناجيل في الكتاب المقدس (متى، مرقس، لوقا أو يوحنا). وإذا لديك أسئلة فإنني سأكون سعيدة للتكلم معك عنهم. ربما لا أمتلك كافة الأجوبة، ولكن سأسعى للحصول عليهم معك.

وإذا كنت رجعت عن خطاياك وتعتمد على يسوع لتعيش حياة جديدة مع الله. أصلي أن تأخذ الوقت لتتأمل ذبيحة ضبط النفس التي قدمها يسوع لك وتقدم التسبيح له لأنه، بكل تأكيد، يستحق كل تسبيح.

كتب من قبل أوليفيا باشا. ترجم من قبل ميس سلفيتي. تعديل من قبل حنين باشا.


This post was first published in 2021. To see the original English version, click here.

هذا المنشور تم نشره أولا في 2021. لرؤية النسخة الإنجليزية الأصلية إضغط هنا.




Wednesday, March 19, 2025

إيمان الطفل

لعدة سنوات ماضية، اتبعت خطط لقراءة الكتاب المقدس بأكمله خلال عام واحد، إما بالترتيب الزمني أو مقاطع مختلفة من العهد القديم والعهد الجديد. هذه الخطط رائعة لاستيعاب الكتاب المقدس بالكامل عبر 365 يوم، وهو أمر مفيد في حياة التلمذة. لكن مع مرور السنوات، شعرت بالحاجة إلى التغيير، إذ رغبت في التعمق أكثر في المقاطع بدلاً من المرور سريعاً عبر السرد الكبير للكتاب المقدس.

أعتقد أن قراءة الكتاب المقدس بأكمله أمر يجب على كل مؤمن فعله. ذلك لأنه يعطينا فهم أفضل للصورة الكبيرة الشاملة للكتاب المقدس وشخصية الله، كما يساعدنا على النمو في الحكمة. لذلك إن لم تقرأ كل كلمة في الكتاب المقدس بعد فأنا أشجعك وبشدة لفعل ذلك. لكن في بعض الأحيان، من السهل أن نعتاد على قراءة أجزاء كبيرة من الكتاب المقدس وننسى فهم واستيعاب ما هو مكتوب حقاً. لهذا السبب، سأتخذ هذه السنة مسار مختلف لقراءة الكلمة.

بعدما قبلت يسوع مخلص شخصي لحياتي عندما كنت في السابعة من عمري، شجعني والداي على تدوين الملاحظات أثناء عظات الكنيسة. باستخدام مذكراتي المرسوم عليها شخصيات من حواديت الخضروات (VeggieTales)، أقلام الحبر الملونة، والتهجئة غير الدقيقة، بدأت استمع إلى راعي الكنيسة أثناء عظته كل يوم أحد، حيث قمت بتدوين النقاط الأساسية، المراجع من الكتاب المقدس، وأفكار أخرى برزت أمامي. 

والآن، بعد مرور ما يقارب عشرين عاماً، وصلت إلى مذكرتي السابعة عشرة. استخدم الحبر الأسود في العادة، وتحسنت في تهجئة الكلمات، لكنني ما زلت أمارس المهارات التي غرسها والداي فيّ لفهم العظة (وهو أمر ساعدني أيضًا في دراستي الجامعية). تعلمت أن أصغي ليس فقط إلى الواعظ، بل إلى الروح القدس أيضاً. 

لا أزال أحتفظ بجميع مذكراتي، وحتى الأولى منها. في الواقع قمت بقراءة هذه المذكرات بدءاً من مذكرات Veggietales، للحصول على تأملات في الكتاب المقدس. أختار عظة واحدة كل يوم وأقرأ المقطع من الكتاب المقدس. أرغم نفسي على القراءة ببطء، وأحياناً أكثر من مرة. مع إني أُميل للقراءة السريعة، إلا أنني لا أرغب في ذلك، بل أريد أن أستخرج كل ما أستطيع فهمه من النص الكتابي، وأختار آية معينة للتفكير فيها طوال اليوم. بعد ذلك، أراجع ملاحظاتي من العظة حول هذا المقطع. 

وبينما كنت أفعل ذلك، تذكرت جمال إيمان الطفل، فالكثير مما أجده مكتوباً بخط يدي عندما كنت في السابعة أو الثامنة من عمري يبدو لي بديهياً الآن. لكنني أدركت أن هذه الملاحظات على الأرجح تعكس اللحظة التي تعلمت فيها هذه الحقائق لأول مرة. حقائق مثل: "يجب على الكنيسة أن تعلن الرسالة عن يسوع"، "نحن لا نعرف احتياجات الكثير من الناس، لكن الله يعرفها"، "نحن نخطئ عندما نفعل الشر، ونخطئ أيضاً عندما نعرف الصواب ولا نفعله"، "الله هو إله العدل"، "الله هو من يحدد ويعرّف مفهوم القداسة"، "أمانة الرب لا تفنى أبداً".

كأتباع للرب يسوع المسيح، قد يصبح من السهل جداً أن ننسى كيف كان الأمر عندما كنا مؤمنين جدد، وأن نشعر بالملل أو نفقد الاهتمام بالأفكار التي اعتدنا عليها. لكن لكل واحد منا، كانت هناك لحظة تعلمنا فيها لأول مرة المفاهيم الأساسية للإيمان. وفي تلك اللحظة، كانت هذه المفاهيم جديدة ومثيرة، فقد جلبت لحظات مضيئة أنعشت علاقتنا بخالقنا ومخلصنا.

في الحقيقة، هذه الحقائق التي نتعلمها في بداية إيماننا يجب أن تستمر في تشجيعنا، ولكننا في كثير من الأحيان نفقد إيماننا. نفقد الدهشة الطفولية التي كانت لدينا في لحظة ولادتنا الجديدة (الروحية) وفي الأيام الأولى من نمو علاقتنا بالمسيح. وهذا جعلني أشعر بالامتنان لممارسة تدوين الملاحظات. عندما كنت طفلة في بداية إيماني، لم يكن لدي أدنى فكرة أن ما أكتبه سوف يشجع روحي ويذكرني بيقين الصخرة التي تشكل أساس إيماني. 

ربما آمنت بالرب يسوع في وقت لاحق من حياتك، وليس لديك مذكرات منذ الطفولة. تذكر أننا جميعا، كمؤمنين، كنا ذات يوم أطفال في المسيح، بغض النظر عما إذا كانت ولادتنا الثانية في عمر الثامنة أو الثمانين. في حالتي، صادف أن تزامنت طفولتي الروحية مع طفولتي الجسدية، ولكن بالنسبة للعديد من الناس، يأتي موسم الاحتياج إلى "الحليب الروحي" (انظر إلى رسالة بطرس الأولى 2:2، كورنثوس الأولى 3: 2، عبرانيين 5: 12) في في العشرينيات أو الثلاثينيات أو حتى الستينيات من العمر الجسدي أو بعد ذلك. 

لا يهم متى حدثت ولادتك الروحية، لكنني أتمنى أن يكون لديك سجل مكتوب من ذلك الوقت، سواء كان مذكرات لصلواتك، أو ملاحظات عظات، أو ملاحظات دراسة الكتاب المقدس، أو أي شيء آخر يمكنك العودة إليه ليذكرك بالمفاهيم الأساسية الثمينة التي بنى الله عليها إيمانك. وإذا لم يكن لديك شيء كهذا أو إذا كنت الآن في طفولتك الروحية، فأود أن أشجعك على البدء في تدوين ملاحظات العظات، وتسجيل الأمور التي تنير أمامك خلال قراءة الكتاب المقدس، وتوثيق رحلتك الإيمانية – لأنه في يوم من الأيام، عندما تحتاج إلى دفعة في مسيرتك مع الرب يسوع المسيح، قد يستخدم الله ما كتبته في سن أصغر ليجدد روحك فيه.

كتب من قبل أوليفيا باشا. ترجم من قبل ميار مسلّم. تعديل من قبل حنين باشا.

.This post was first published in 2018. To see the original English version, click here

هذا المنشور تم نشره أولا في 2018. لرؤية النسخة الإنجليزية الأصلية إضغط هنا.


Monday, March 3, 2025

From Far to Near

Although the Bible was written over the course of more than a thousand years by different human authors, in another sense it forms a single work by a single Author, because each of those humans was inspired by the Holy Spirit. As such, we find a plethora of instances where themes emerging in one book are mirrored in another book written hundreds or over a thousand years later, and the more time we spend reading the Bible, the more quickly we recognize such reflections.

As I was reading in Exodus a few weeks ago, I came across a verse I had read many times before, but this was the first time I saw the echoes of another book from another time. The verse is in the passage where Moses and the Israelites are at Mount Sinai. In Exodus 19, God tells Moses to instruct the people to prepare themselves for the day when God will come down and speak to them from the mountain. He repeatedly warns them not to get close to the mountain or touch it. Because of the sheer power and purity of the holiness of God and the contrasting unholiness of the people, if they came near, they would die.

In Exodus 20:18-21 (ESV), we read, “Now when all the people saw the thunder and the flashes of lightning and the sound of the trumpet and the mountain smoking, the people were afraid and trembled, and they stood far off and said to Moses, ‘You speak to us, and we will listen; but do not let God speak to us, lest we die.’ Moses said to the people, ‘Do not fear, for God has come to test you, that the fear of him may be before you, that you may not sin.’ The people stood far off, while Moses drew near to the thick darkness where God was.”

Does that last sentence make you think of any other part of Scripture? As soon as I read it this particular time, I immediately thought of Ephesians 2. In his letter to the Ephesians, Paul is reminding the Gentile believers of the state of their souls before coming to Christ. He reminds them that they were dead in sin but have been made alive because of God’s great love and mercy (see Eph. 2:1-5). He goes on to explain that when they were apart from Christ, they were “having no hope and without God in the world” (Eph. 2:12). Now, listen to verse 13: “But now in Christ Jesus you who once were far off have been brought near by the blood of Christ.”  Do you hear the echo of Exodus?

At Mount Sinai, “the people stood far off” and only Moses, functioning as the God-appointed mediator between God and the people, was able to draw near. This historical event serves as an illustration for us, showing us the predicament we find ourselves in when in our fallen natural state. (Note the absence of a comma between “fallen” and “natural,” signifying that “fallen” describes “natural” and not “state”—i.e., our natural state has become fallen; the natural state of mankind was not flawed in the Beginning, and it is to our natural state that God is restoring us in Christ.)

In language evocative of Exodus 20, Paul reminds the Ephesian believers (and us) that although we used to be far off, to be the ones who could not dare approach God without meeting death, we can now be close to God because Someone has made it possible for us to draw near and has Himself drawn us near. By shedding His own blood in a sacrifice sufficient to atone for all our sins, Jesus opened the path to the mountain, so to speak. Through faith in Him, we may now approach God and His throne of grace with confidence instead of fear (see Hebrews 4:16). We now “have access in one Spirit to the Father” (Eph. 2:18).

So instead of needing Moses or any other created man to mediate between us and God, we now have the eternal God-man as our perfect mediator and can commune with God directly. “Therefore he is the mediator of a new covenant, so that those who are called may receive the promised eternal inheritance, since a death has occurred [his own] that redeems them from the transgressions [sins] committed under the first covenant” (Hebrews 9:15; see also 1 Timothy 2:5 and Hebrews 12:24). And instead of God having to speak to us through someone else, He speaks to us directly through His Holy Spirit. This is the gift offered to us, if we choose to accept it.[i] And what a priceless gift it is!

The Supreme Being, the Triune God, the Creator and Sustainer of each of our lives and of the entire universe was not content to keep us far off. In his great love, He desired to provide a remedy for our folly. He desired to remove the barrier we had erected by our own rebellion, immovable for anyone but Himself. He could have left us to our deserved fate of eternal distance from Him. But instead, He did not (and does not) “wish that any should perish, but that all should reach repentance” (2 Pet. 3:19), so He opened the way, and He draws us near. Oh the comfort, joy, peace, and rest that come from being near to the One who loves us most.

PC: Pam Coblentz. Used with permission.



[i] In another echo of Exodus 19-20, the writer of Hebrews reminds us that we would do well to accept the gift offered and the One offering it instead of rejecting Him: “See that you do not refuse him who is speaking. For if they [the Israelites] did not escape when they refused him who warned them on earth, much less will we escape if we reject him who warns from heaven. At that time [at Mt. Sinai] his voice shook the earth, but now he has promised, ‘Yet once more I will shake not only the earth but also the heavens.’ This phrase, ‘Yet once more,’ indicates the removal of things that are shaken—that is, things that have been made—in order that the things that cannot be shaken may remain. Therefore let us be grateful for receiving a kingdom that cannot be shaken, and thus let us offer to God acceptable worship, with reverence and awe, for our God is a consuming fire” (Hebrews 12:25-29; see Exodus 19:18).

 

Wednesday, February 19, 2025

مَالَ لِيَنْظُرَ

عندما تقرأ أو تسمع رواية أو بعض أحداث تاريخية، هل تتكون صور في ذهنك؟ هل تتخيل الأماكن والناس والأحداث التي يتم وصفها؟ إذا كنت تفعل هذا، لربما اختبرت الشعور الغريب الذي يأتي عندما تشاهد فيلم مبني على كتاب قرأته وتجد أنه لا يشبه إطلاقاً ما تخيلته. عندما كنت أصغر في العمر، قرأت سلسلة من الكتب عنوانها "ماندي" لشخصية تدعى "ماندي  شاو". أحببت هذه السلسلة وكان لدي دائماً صورة معينة في ذهني لشكل بيت "ماندي شاو". بعد عدة سنوات، تم إنتاج فيلم لهذه السلسلة، ولكن كان مربكاً بالنسبة لي، حيث أن منزل الشخصية لم يكن يشبه الصورة التي بنيتها في ذهني. هذا الأمر يمكن أيضاً أن يحدث معنا عندما نقرأ الكتاب المقدس. ننمو ونحن نسمع قصص الكتاب المقدس بشكل متكرر، ونشكل صور في ذهننا للأحداث. لكن أحياناً، عندما نقرأ القصة بأنفسنا من الكتاب المقدس (بدلاً من سماعها)، نجد أن ما بنيناه في ذهننا، لا يطابق ما يصفه النص الكتابي.

وهذا ما حدث معي عندما قرأت خروج الإصحاح الثالث عن العليقة المشتعلة. هذا حدث مألوف للكثيرين. الله تكلم مع موسى من عليقة تحترق ولكن ليست متآكلة، وقال له أن يعود إلى أرض مصر ويُخرج شعب إسرائيل من عبوديتهم. 

في ذهني، هكذا كانت الأحداث: 

موسى خارجاً إلى البرية مع بعض الحيوانات، بدون أي شخص حوله، وفجأة يسمع شخص ينادي عليه بإسمه. يلتفت للنظر إلى مصدر الصوت ويندهش بأنه لا يرى شخص بل عليقة مشتعلة. يشاهدها للحظة و يرى أنه بالرغم من النيران، إلا أنها ليست متآكلة. يسمع الصوت مرة أخرى، وبعد ما يمشي عدة خطوات، يُطلب منه أن يخلع نعليه لأنه على أرض مقدسة.

قد يبدو ذلك وصف صحيح. لكن في يوم من الأيام كنت أقرأ خروج الإصحاح الثالث بتركيز وتمعن، أدركت أن كل التفاصيل التي كانت في ذهني خاطئة! لاحظ أن في مخيلتي، موسى سمع صوتاً قبل أن يرى شيئاً. دائماً كنت أتخيل أن الله نادى موسى أولاً، و بعدها موسى ذهب إلى العليقة. لكن أنظروا ماذا يروي الكتاب المقدس بالفعل:

وَأَمَّا مُوسَى فَكَانَ يَرْعَى غَنَمَ يَثْرُونَ حَمِيهِ كَاهِنِ مِدْيَانَ، فَسَاقَ الْغَنَمَ إِلَى وَرَاءِ الْبَرِّيَّةِ وَجَاءَ إِلَى جَبَلِ اللهِ حُورِيبَ.وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ بِلَهِيبِ نَارٍ مِنْ وَسَطِ عُلَّيْقَةٍ. فَنَظَرَ وَإِذَا الْعُلَّيْقَةُ تَتَوَقَّدُ بِالنَّارِ، وَالْعُلَّيْقَةُ لَمْ تَكُنْ تَحْتَرِقُ.فَقَالَ مُوسَى: «أَمِيلُ الآنَ لأَنْظُرَ هذَا الْمَنْظَرَ الْعَظِيمَ. لِمَاذَا لاَ تَحْتَرِقُ الْعُلَّيْقَةُ؟»فَلَمَّا رَأَى الرَّبُّ أَنَّهُ مَالَ لِيَنْظُرَ، نَادَاهُ اللهُ مِنْ وَسَطِ الْعُلَّيْقَةِ وَقَالَ: «مُوسَى، مُوسَى!» فَقَالَ: «هأَنَذَا».فَقَالَ: «لاَ تَقْتَرِبْ إِلَى ههُنَا. اخْلَعْ حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ، لأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ». (خروج 3:  1-5)

آية 2 توضح لنا أن ملاك الرب ظهر لموسى من عليقة مشتعلة، لكن موسى لم يكن يعلم ذلك بعد. هو في البرية، لاحظ شيئا خارج عن المألوف، وأول شيء فعله هو النظر. كل ما يعلمه حتى هذه اللحظة هو أن العليقة مشتعلة. إذن، موسى يرى العليقة، بعدها، إذ أُثير فضوله، قرر أن يتحرك و يتحقق من الأمر. لاحظ أنه يقول، "أَمِيلُ الآنَ لأَنْظُرَ هذَا الْمَنْظَرَ الْعَظِيمَ. لِمَاذَا لاَ تَحْتَرِقُ الْعُلَّيْقَةُ؟" (آية 3). العليقة ليست مباشرة في طريقه. كان عليه أن يغير مساره لينظر العليقة. و لاحظ أنه لم يسمع شيئا حتى الأن!

لنرى ماذا حدث بعد ذلك: "فَلَمَّا رَأَى الرَّبُّ أَنَّهُ مَالَ لِيَنْظُرَ، نَادَاهُ اللهُ مِنْ وَسَطِ الْعُلَّيْقَةِ وَقَالَ: «مُوسَى، مُوسَى!» (آية 4) الكتاب المقدس لا يقول، "ثم ناداه الله"، و كأنه ينقل تسلسل بسيط من الأحداث. إنه يقول بشكل محدد أن الله أظهر نفسه بعدما رأى فضول موسى. الله لم يتحدث إلا عندما توقف موسى عما كان يفعله ومال لينظر. كان الله صامتاً حتى تقدم موسى نحو الإشارة التي أعطاها له.

بالتأكيد، يجب أن نكون دائماً حريصين ألا نأخذ النصوص الوصفية من الكتاب المقدس و نجعلها توجيهية (أي، ألا نأخذ نصوص ببساطة تصف ما حدث في موقف ما ونحاول أن نقول أن الأشياء يجب أو سوف تحدث دائما بنفس الطريقة في كل موقف)، لكنني أفكر أنه من المفيد أن نلاحظ تسلسل الأحداث: الله عمل، موسى استجاب، الله أظهر نفسه. 

هناك أوقات أخرى في الكتاب المقدس حيث يتكلم الله أولا أو بشكل متزامن مع العمل، بدون أن يكون كلامه مبني على استجابة انسان (مثل دعوة أبرام في تكوين 12 أو الظهور لشاول على طريق دمشق في أعمال الرسل 9)، لكن في هذه الحالة، الله انتظر حتى بيّن موسى فضوله قبل أن يتواصل معه مباشرة. حقيقة أن الرب تصرف بهذه الطريقة لمرة واحدة، عليها أن تجعلنا نتوقف ونفكر أنه لربما يعمل هكذا مرة أخرى.

على سبيل المثال، فكر في كيف يتكلم الله معنا خلال النص الكتابي. ماذا لو أن الكتاب المقدس مثل عليقة مشتعلة؟ ماذا لو أن كلمة الله الحية والفعالة، تتطلب منا أن نبتعد عن انشغالاتنا اليومية ونميل إليها قبل أن يكشف الله عن نفسه لنا؟ بكلمات أخرى، ماذا لو أن الله يتكلم مع هؤلاء الذين يعطون انتباهاً؟ نحن نعلم أن الكتاب المقدس يتكون من كلمات الله ذاتها، لكن إن كنا لا ندرس نهائياً تلك الكلمات، ولا حتى نقرأها، إذن لماذا نتفاجأ عندما نشعر أن الله صامت.

بالمناسبة، تجربتي مع خروج 3 توضح هذه النقطة. لقد عرفت قصة العليقة المشتعلة، لكن لم أرى ما قالته بالفعل إلا بعدما ملت لِأَنظُرَ و بحثت. فقط بعد الانتباه كنت قادرة على فهم دقيق لما حدث فعلاً. هذا الإدراك استخدمه الروح القدس معي لكي أفهم أهمية النظر بتمعن لما يحدث حولي ولما يقوله الله في كلمته، إن كنت أتوقع السماع منه.

إذن، كما أُذكر نفسي، اسمح لي بتشجيعك أن تميل لِتَنظُرَ. كن متيقظاً لما يمكن أن يعلمك إياه الله إن كنت تأخذ وقتك بالبحث. لأنك لن تعرف أبداً إن كان ينتظرك لأخذ الخطوة اتجاهه قبل أن يظهر نفسه لك.


كتب من قبل أوليفيا باشا. ترجم من قبل ليلى عطالله. تعديل من قبل حنين باشا.

This post was first published in 2021. To see the original English version, click here.

هذا المنشور تم نشره أولا في 2021. لرؤية النسخة الإنجليزية الأصلية إضغط هنا.

المصدرMichele Ingram. سمح بالنشر.